من وحي الذاكرة (الحلقة الثالثة)

عيسىى احمديني
رواية «الاجيال من الجد إلى آخر الاحفاد»
ومن أكثر الروايات الموجهة للاجيال تأثيرا لبعدها الإنساني
واحدة من روائع نجيب محفوظ، التي ركز فيها على الأجيال والتي تعد أول رواية أجيال في الأدب الحديث لإيمانه بأن تعاقب الأجيال والاسر الممتدة ونشوء أسر بعينها بأعداد كبيرة واهتمامها بذالك الزمن الجميل لأنها الطبقة التي لابد أن تعيش على ذالك النهج في حياتها.
والمعروف عن رؤية نجيب محفوظ في هذه النوعية من الروايات التي تسمى في الأدب العالم «الرواية النهرية» بأنها تجسيدا لدورة الزمن، واقتحامه بالزمن الخطي أو التاريخي، لزمن آخر ومن هنا جاءت الفكرة والالهام لي
وكانت البدابة ولدت في خيالي من رحم روايات محفوظ وأثارت في نفسي شغفأ وخيالا واسعا لمشروع كتابة مدونة عن شخصيات ورموز وأعيان قبيلتي قبيلة. الغروة. بمنطقة جازان جنوب
المملكة العربية السعودية
لكي تبقى سيرة الأجداد ممتدة لتشمل الاجيال القادمة
ولا زلنا في سيرة الجد يوسف محه غازي
والجد على حمود غازي
حكي لي الخال ابو سند موقفا طريفا جدا حدث لابيه رحمه الله حينما سافر في مره لزيازة بنت ابن عمه المشرقي والتي تبناها هي واختها بعد وفاة والدهما وكانت متزوجة من أحد الشروق من قبيلة مطير وكانت تسكن في بادية بين القصيم وحائل
حينما وصل إلى بريدة استأجر سيارة مع سائقها وذهبوا يبحثون من ديرة الئ ديرة ومن هجرة الئ بادبة ومن ارض إلى اخرئ وعرف السائق المكان المقصود بعد وصف احد العرب اللذين مروا بهم وسألوهم
ولما وصلوا إلى مقربة من الخيام المقصودة وكان الليل قد داهمهم وحل بهم من التعب ماحل
فقال السائق لوالد ابا سند انا اشور عليك أن نمسي هنا وننام والصباح نصل إلى القوم بدل أن ننكس عليهم في هذا الوقت المتأخر من الليل فقال له الشور شورك لا مانع أن نبيت هنا إلى طلوع الشمس
قال له صاحب السيارة انزل خذ هذا الفراش افرشه على الأرض ونم وانا ساانام في السيارة رد عليه الجد يوسف محه رحمه الله
يااخي هذه الأرض ارضكم وهذه والديرة ديرتكم ولو كنت في ديرتي لما تركتك تنام
وتفترش الازص فذائبكم في هذه الأرض لاتعرفني فلو نمت على الازص ستشم الذئاب رائحة رجل غريب وستاكلني لكن
لونمت انت على الأرض وتركتني انام هنا في السيارة لن تاكلك لأنها ستتعرف على رائحتك فذائبكم تعرف رائحتكم فلا تاكلكم ابدا
فضحك الرجل صاحب السيارة واعجب بحسن رده وظرافته وقال له اتفقنا نم انت في السيارة وانا ساانام على الأرض
.
ومن مواقف الجد يوسف محه التي رواها لي والدي الشيخ يوسف بن احمد أطال الله في عمره انه كان يدار في مجلس الجد يوسف محه في قرية رعشه الالتقاءت التي كانت تتم في يوم الجمعه ان ذاك والتواصل وحل النزاعات في الأراضي وبين أفراد القبيلة وأبناء العمومه وإصلاح ذات البين
ممتثلا قول الله
تعالى: (لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقةٍ أو معروفٍ أو إصلاحٍ بين النَّاس).
وأيضاً في ترسية الشيخة لبيت جدي أحمد يوسف رحمه الله بيت المشيخة من مئات السنين وهذا مااكده لي الشاعر ابا سند في حديثه إذ يقول نعم صحيح اذكر في ليلة من الليالي من عام 141‪0 بعد صلاة المغرب في بيتنا وفي مجلس الوالد رحمه الله تم اجتماع مجلس أعيان القبيله والأهالي من أبناء قرية رعشه بحضور عدة مشائخ اذكر منهم الشيخ أحمد عبده دهل والشيخ الدغريري وتم الترشيح والتوقيع للعم الشيخ عيسىى بن أحمد يوسف أطال الله في عمره خلفا لوالده شيخا لقبيلة الغروة
وهذا الحدث من الاشياء التي أفخر وافاخر بها بأننا دائما جنبا إلى جنب ونقف مع مشائخنا وأبناء عمومتنا فهم عزوتنا ونعد أنفسنا شي واحد ولا فرق بيننا ونحن اولا واخيرا أبناء وأحفاد رجل واحد..

ولطالما تسامع الناس عن صنائع المعروف والتي تؤرخُ لكرام البشر الذين يبذلون المساعدة والعطاء بطلبٍ وبدون طلبٍ ويسابقون الزمان في التميز بخدمة الخلقِ وإغاثة الملهوفين،
من أاجل وأعظم نعوت المجتمع المسلم أن يتمتع أفراده بالمروءة والشهامة وإغاثة الملهوف، تلك السجايا التي تطرز النفوس بالخيرات وتُحوِّلُ الحياة إلى طعومٍ طيبةٍ، وتعزز معاني الوئام بين القلوب، وفي نور هذه المعاني الحسانِ
يذكر لي ابو سند موقف لوالده رحمه الله من المواقف العظيمة التي قام بها و كانَ
يذكر لي ابو سند موقف لوالده رحمه الله من المواقف العظيمة التي قام بها و كانَ شاهدا عليها ففي عصر احد الايام في ذالك الزمن الجميل حدث حريق في بيت وكانت البيوت أن ذاك عبارة عن دارة تحيط به دائرة مكونة من أعواد القش والخشب كان ذالك خلف بيت العم محمد سلطان طروش رحمه الله حينما قام أحد أبنائه بإشعال أعواد الكبريت في السجف وكان السجف قريباً جداً ولاصق للبيت الذي كانوا يسكنون به فلما أشعلت النيران استغاثة الأم بالجيران وقامت بالصياح والاستغاثة بصوت عالي جدا وكان زوجها غير موجود حينها ومن ميزة ذالك الزمن أن الناس على طبيعتهم وطيبتهم لايحتجبون من بعظهم فجميعهم اخوه واهل
وحينما سمعنا صوت الاستغاثة هرعنا مسرعين وكان والدي يركض مسرعا امامنا ودخل بين السجف والبيت وبقي في المنتصف يبعثر أعواد الخشب ويرميه بعيدا كي يبعد النار ويعزلها حتى لاتصل الئ البيت
فينشب به الحريق والنار تشتعل بالقرب منه
فكنت انادي عليه بصوت عالي خشية أن يصيبه مكروها وخاطر بنفسه حتى جعل مسافه كافيه بين النار وبين البيت وعزلها نهائياً وقمنا بعد ذالك برش الماء والتراب على النارحتئ انظفت تماما
كان موقف رجولي وبطولي أمام عيني لوالدي رحمه الله

حكاية اخرئ ومواقف انسانيه
تابعوها في الحلقة الرابعة أن شاء الله…

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!