لحظ صاخب/ بقلم : نريمان نزار محمود

فؤاد مزقت أشلاءه سهام لحظ صاخبة، اخترقت شغافه، فأضرمت نار جوى مخلدة، وقودها حروف وهمسات..

أنامل تداعب الحنايا، تذيب جليد الروح، تمحو صقيعها، وتشفي جراح خناجر انغرست في العمق، جراح لم ولن تلتئم، وستبقى ندبة باقية إلى أبد الآبدين، كلما تلمستها تقفز إلى خاطرك ألف رواية ورواية..

تذكرك أنك لا زلت على قيد النبض

على قيد الحب

على قيد الجمال

تقف في مهب ريح تعصف بعقلك، تحاول تجميده، وسجنه في زنزانة منفردة، ممنوع عليه التفكير

قف حيث أنت أيها المتسلط الجبار، أطلق سراح جوارحك كي تعبث بخيوط اللعبة

قف في مركز الأرض و دع كل الأجرام تدور حولك

ابتسم مهما صفعتك كف الحياة

كفكف دموعك

محاولة تلو الأخرى لرأب صدع الروح، وسد شقوق الحرمان، نهوض من الكبوات المتلاحقة، والبحث في العمق عن أمارات وتلميحات تعيد لذلك الوجه العبوس حيويته، وترسي فوق شفتيه ابتسامة رضا.

انت وحدك قادر على لملمة خيوط النور، ونسج وشاح مزين بجواهر الأمل والتفاؤل، وبعد انتهائه تلفه حول عنقك ليخلصك من برودة فصولك، وقسوة الألم، ومرارة الهجر وتصحر عالمك.

انت وحدك من يستطيع مد يده رالتقاط ثمار التجارب الناضجة، وحصد سنابل الحكمة.

الرجاء في دواخلك متدفق كأنهار نتفجر من الحجارة.

فتتسارع دقات القلب، وترتعش الأطراف، تسيل العبرات مدرارة.

استفق من غفوتك، أعلن للكون وجودك، لا تستسلم او تتخاذل، فتلك خيانة لإنسانيتك.

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!