لعلنا نأتي… / بقلم / صالح عبد الرزاق الصالح

الحسكة أول مرة..

تلتفت المدينة
في كل الشوارع
لعل الرحيل ينسانا
ونعود ..
لعل ذكرياتنا فيها
تلمحنا في أخر الشارع
وتحضننا كحبيبة ..
تلك المدينة الشاخصة
كعيون حمراء وسط الحريق
وهي تبحث عن أبنائها الذين
أكلتهم الحرب ..
هي مدينة سمراء
رغم أن في قلبها كل الألوان..
لذا المطر يمر بها
كلما شحبت عنده
ألوان قوس قزح
مازالت تشعل النار
على أبوابها
لعلنا نأتي ..
وتنحني ..وتنحني ..
تلم لنا السنابل والزغاريد
ولكن العيد
كلما مر بها
يطأطئ خجلا”
من حزنها الأحدب ..
معقودة على الحزن
أيامها كأخر مسبحة ..
كانت تلعب مع التاريخ
في صغره..
هي كبرت ولا زال
هو يلعب بفرحها ..
يحدها من كل الجهات
المحل و النسيان ..
والخابور يمشي فيها
يابسا” كعاقر
لكن من فرط حبه..
يغص لعطش الصغار ..
تجلس أمام الأبواب
تقرعها ولا أحد
سوى الصمت والغياب
كل يوم
تعبس مدينتي
في وجه الموت
حتى يصفر لونه
ويتساقط عن أرواحنا
ونعود.. ونعود.

 

عن جودي أتاسي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!