لكن اداينه… ./ بقلم : د .ريم سليمان الخش

ولكن أداينه …. .. ريم سليمان الخش// أتعبتني وربّ الكعبة !
.
تسودُ برغم النقص دهرا محاسنه
وتُوقع في فخّ الحنين كمائنه
لتنحرَ آلافَ البرايا تقرّبا
إليه ومن عظم الضحايا مدائنه
ولكنّه قوت القلوب تعلّة
وماعاشقٌ إلا انبهارا تُزامنه
***
تضجُّ بساحات المعابد نشوة
صداها كمحمومٍ تبرّد باطنه
يمتّع من قطبٍ يُداخل قطبه
بجذبٍ كمونيٍّ من الغيب شاحنه
بروضٍ على اللذات فاحت جنائنه
وعرشٍ خرافيٍّ تقدّس ساكنه
***
هو الحبّ من كنهٍ عجيبٍ مكهرب
تشفّرَ لا يُؤتى فتجلى بواطنه !!
***
على أنّه قدْرُ اصطفاءٍ مبوتقٍ
ليخرجهم تبرا فتربو خزائنه
وقد يكتفي بالروح حقلا ممغنطا
لكيما يخفَّ الجذب والوصل ساكنه
فمعظم من نهوى على البعد جنّة
فإنْ قُرّبت صارت جحيما نطاعنه
***
وأجمل مايُهدى إلينا تناسلٌ
كما ومضةٌ حبلى لفنٍّ قرائنه
كما طفرةُ المفتون إمّا تمخضت
قصيدا جنونيا ..تألّه فاتنه
كمنعتقٍ قادته لذّة هائم
بترنيمة عليا فشعّت مكامنه
تناسلَ من روح الحبيب قصائدا
بكورا على جنح الخيال تُحاضنه
(كما سو تُرا ) بل زاد فيها تفننا
فكوثره الفصحى من الربّ سادنه
وأبلغ مايلقى انهمارا معانقا
صبايا من الأفكار هنّ جنائنه
*****
إذا كان رقّاصُ المشاعر نابضا
ونشوة دقات الشغاف تزامنه
وقدرة إبحار الخيال عظيمة
لتمخر في كشف الفضاء سفائنه
وإيمانه الروحي إنْ لو تلاقيا
ستبنى بوسط الغيم شعراجنائنه
وإنّ انبلاج الفجر لابدّ شاهدٌ
على أرخبيل العشق حيثُ يساكنه
بطعم خرافي المذاق بحلقه
حلاوة أثمار الوصال تلاينه
وحسٍّ جنونيّ المزاج أثيره
استبّد هوى حتى استُحقَّ تآينه ! (م)
فإنّ له نصَ الكتاب موقعٌ
بفوزٍ وقد خُطّت خلودا ركائنه
*****
وللحبّ خوّانٌ وللحب صائنه
تفحص بعين القلب أيّا تساكنه
***
فما كلّ من يهفو إليك مكرّما
وما كلّ من تهوى تسرّ لدائنه
هو الوقت إذْ يُبدي جليّا خصاله
بيانا بقدرٍ أو برخصٍ معادنه
***
وما النرجس المختال في العشق جوهرٌ
ولكنّه تيهٌ وصعبٌ تغابنه
وماكان في لوح الربيب وصية
فلا تتبع الدجال حمقا تشاحنه !!
عذابا له الأيام أرست جبالها
فدُكّت على ضغط الصعاب مدائنه
فهل أدركت (ليلى) بليّات حظّه
جحيما بقلب الصمت ناحت سواكنه
وإنّي وإنْ كنت الأشدَّ توجعا
لمنهمرٌ عطفا لتروى شواجنه
***
كأنّ اتقاد الحبّ نجمٌ بكوننا
وأرواحنا لفّت مدارا تساكنه
فإنْ فجّرت شحنات حقدٍ بكوكبٍ
تخلخل من هول انفجارٍ توازنه
***
كفى كربة هبّت سموما حميمها
بغزٍّ على سمّ المسام يُطاعنه
***
ولي صدق أنكيدو إذا الموت ضمّه
وفيّا فلم يحنث بخلٍّ يواطنه
تلقيت من دهري سموما عجيبة
وأعجب من سمّ المكيدة حاقنه !!
***
ألم يدر أنّ الموت للحر راحة
يُنقّى من الأوجاع إمّا تطاحنه
***
أتوّجُه عفوا لتشرق جنّتي
وللروض مفتاحٌ وعفويَ خازنه
***
تساقيت والذكرى كؤوسا مريرة
وأفجع من كأس الحنين مدامنه
تصفحت أطيافا تأبّد سِفرها
وإنّي على نصٍ كريم أضامنه
غداة بنا التمت على الصدق روضة
تقرّبني عطرا إليه بواطنه
عشية أنْ سارت إليه نوائبٌ
وفي معمه الهيجا تُجسُّ معادنه !!
***
لكم كان شفافَ المرايا منزّها
وكم بجّلت نفسي كريما تُعاينه
وكم همّ لاستسقاء مهجة ثائرٍ
تضرّمها رغم الهطول يُساخنه
يُظللني كرما كثيفا مبرّدا
فتمتصُ تحراق اللهيب حواضنه
***
تولَّ جنان الصفح للعطر ناشرا
فما راحةٌ تُرجى بجوٍّ تُشاحنه
فلا يُبتلى الخلّ القريب بجفوة
ولا تنتهي مثل الغريب مواطنه
وماأجمل القلب الصفيَّ مغردا
تفوح بأطياب العبير جنائنه
***
تخيّر رفاق الدرب من طيب تربة
تُنعّم وإنّ الطيب للطيب حاضنه
***
ودع أمر خفّاش الظلام لربّه
كفى عدله حُكما وربّك شائنه
ولو كان من يعتو حكيما لما طغى
فحسبك أنّ الله لابدّ دائنه
***
ولي مهجة بيضاء لا تعرف الأذى
صبغتُ بها دهري فشعت بواطنه
على أنني بالشعر أهجو من افترى
وماكنت طعّانا ولكن أداينه ….

عن جودي أتاسي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!