..
حين كنت طفلة
كنت أشبه ملاكاً
خرج للتّو من أسطورة
أحد الأديان المجهولة
كان أبي بحّاراً عجوزاً
حين يعود من الصّيد كل ليلة
يحكي لي قصة عن الموج
وعن رسوّ المركب على الشاطئ
وعن كابوس تسلّق العاصفة
وعن رعب السّقوط
وكان يتناسى أن يجهّز العشاء
لأنّ يديه لا تجيدان الرقص
لكنّه لم ينس يوماً
الزجاجة التي ترقص نساء أفكاره
كان مثلي
يتيماً، صموتاً
لا يجيد البكاء
ينقلب وجهه إذا شاهد كلباً جائعاً
غير أنّه لا يعرف كيف يكون سيّد رأسه
أليس من ذلك بدّ؟!
نعم ليس من ذلك بدّ..
ليس من ذلك بدّ!