مزامير./ بقلم :إسماعيل الخديري محمد

الغيمة والغابة…

ذات صيف مرّت الغيمة

 في أجواء غابة.

 ْكانتْ الغيمة ذاك الصيف عذراء سماءْ.

 لم تكن تحمل في أحشائها ثمّة ماء

ْلم تكن بعدُ سحابةْ!

قالت الغيمة للريح: أرِحْ بي ساعةً

ألْقَطُ أنفاسي وأصطاف مع هذي الطيور…

ودنتْ ثم تدلّتْ

مثلما أرجوحة الطفل

إلى أن لامستْ من دون وعيٍ

 أَفرعَ الأشجارواِنثالتْ على مرْج الزهور .

 قالت الغابة: ويحي منك يابنت السحابة

اِنظري ماذا فعلتِ بمساحيقي وعطري!!

 انتِ قد افسدت تسريحة شعري

 اغربي من غير شكرِ

 لم يكن ينقصنا غيركِ!!

 نحسوا دمعها.يا للغرابَة!!

كانت الأشجار عارية السيقان

 تستلقي على النهر

 وكان النهر يبدو ثمِلاً حتى الصُبابةْ

 صرختْ فيها الزهور: أمطري فوق الصخور!!

صاحت الأشجار فيها:امطري فوق القبور !!

 ضحك العشب النضِر .

 هازئاً قال لها

 دون شعور :

بقي الصابون يا أخت المطر.!!

 ومضى يرفل في حُلّته الخضراء

يخضلّ كمنديل فتاةٍ

وضعتْ فيه شذى أنفاسها حتى استعرْ

 .بَصق النهر على ضِفته الأخرى لُعابه .

 ْنقل الريح حديثاً دار في الغابة

منذ برهةٍ

آلمَ في الجو الغمام

ملأ الجو على الغابة غيظاً وخِصامْ

مرّتِ الأعوام..

عاماً….تلو عامٍ .. تِلوَ عامْ.

 لم ترَ الغابةُ في أجوائها حتى ذُبابة ْ.

 ذات يومٍ مرّت الغيمة في أجوائها ساهيةً

في رحلة البحث الطويل .

 عن بقايا بقعةٍ خضراء

 في وادي النخيل .

 عن صخورٍ حفِظتْ بين مآقيها عهود الماء

مازالتْ تسيل.

 عن قبورٍ ٍ نبتت بين شجيرات الغضى

 والزنجبيل.

 قالت الغيمة : يا الله..

-والغابة بين النار والحطاب يصليها عذابهْ –

كان ياما كان يوماً هاهنا نهرٌ و غابةْ

 شبّ فيها قبل هذي النار

 نُكران الجميل..

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!