ميلومان / بقلم : خديجة زواق- المغرب

ربما أفقت قليلا ..

وأنا أقول للماء؛ كيف تجف فيك وأنت السيل؟.

هات الليل يغسلني

فأنا بلا ليل نصف امراة

ونصف عرافة؛

وخمرتي صباحات بليلها سكرى

وليس عليها أن تفيق.

لا أضع حمرة على خدي

لا أرتب شعري، ولا أكتحل.

أترك عيني مبطنتين كنقطتي سواد في مدى سحيق.

أتكرها بحول كل العيون؛ المتعدد فيها اثنين إثنين..

والمنفصل فيها متصل

وكل محدود هو لا نهائي فيها ومتعدد، ولا واحد فيها الواحد..

دوما أضع قرطا بعدد فردي،

والبس جوربين بلونين مختلفين ولا أخالف القاعدة..

أقفز برجل واحدة،

أصفق بيد واحدة..

وأحب الكاسات إلي؛ ذات القدم الواحدة.

ألبس قماشتي الشفيفة الوحيدة،

زجاجة اصير  من نفخ فقاعة هواء..

الدانتيل الأسود بصباحات الليل بي يليق.

والعطر البري من صهيل أو هديل يناسبني

ياسبني الغناء الرشيق، الغامق، العميق كالشهيق.

والبحة الغايرة واللثغ المالح.. بي يليق.

الأنفاس الحارة المتقطعة للعم “ساتشمو وهو يغني؛ ” No body knows”

أغنيها بثمالته، بصوته المتكلس النحاسي الناعس..

وأترك “فرانك سيناترا Franc Synatra”, ينتظر إلى آخر الليلة الكبيرة الظلماء “in my way”.

الة البيان جاهزة ..

و”أنس”.. ينتظرني وأنامله امتداد لبيان برجل ناقصة.

يتصبب عرقا، يكاد يجن وأنا لا أفصح عن أي حرف. فقط اغني صمت الصدى في صدري  .. همهمات..

البلوز بلون الحلاج وهو يصلب ويحيى في ساكسفون “الغالي المدغري العلوي”.

واهات باطن اللغة وشطحها لرابعة العدوية ..

النفري بين يديه أقف، وأتركني لانتظار بين كرمة ودالية..

كطير فريد الدين العطار، كالسيمرغ دانية أمشي، وأطير عاليا..

وله أقول؛ بت من طيرك أصبحت بلا جناح ..

فلم لا اخرح مني، وإلي لا أعود.؟

فلا سماء لي، ولا أرض ولا رحب ولا بحر ..

نفسا أكون، فكرة، وهما أكون..

الآن تحت الماء

نفسا طويلا آخذ، بداخلي طويلا احبسه، واتخيلني يرقة بخلية واحدة.

لا ساق لها، ولا عظام ولا أطراف ولا عمودا فقريا ولا سمع لها ولا بصر..؟

من كل شيء انفلت؛

من قواعد اللغات، من ألواحها..

مني..  منك..  ومن التصديق بشيء..

الانفلات، الانفلات يستهويني، الانفللات.

تستهويني النار بالحرق، باليبس بتذويب لظى العذابات .. الزفرات الخيبات..

قطرة قطرة، حتى أغرق في جحيم شراييني القيامة.!

الآن..

أتخلص مني، من ثقلي، من وهني، ولو لحين.

الآن أقفز فرحا وأنا أنزل..  الأدراج السفلى من أعلى الصوت الأكثر حدة في راحة الأرواح، سيكا وصبا..

وأشهق عطر قراره السحيق كذبيح ..

 

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!