أكـــــــــــــــادير .. (1)/ بقلم : إسماعيل هموني / المغرب

 

 

سكناك ملامس عيون الطير . أيتها الغريدة الآتية من سمو الأحرار .

 

رأيتك ذات مساء كنت أنتعل شوقي الأبدي . حين اقتربت من محياك

 

البليل بنور اللغات رأيتك بعيدة عني وعنك . لم أغادر وقتي كي أمشي

 

على ساحل المرمر من عيونك الفاتنة . بل لامست ذاك المساء بين

 

البلاغة والشفق الموغل في النور. هناك كنت أنت من يراني أشدو

 

خبايا الأناشيد ؛ وأعلن في المدائن أن وجهك الذي يشربه الأطلسي

 

آت من ذخائر أمي الأولى . هل كنت فريدة حين مشيت بين الزلزال

 

واليتم؟ آه؛ من قوة كانت تشدني إلى بهاء باق في العيون بات يرحل

 

في أفق لا أنتظره. لست الوحيد الذي مازال يرقب فيك مجيء الغريب .

 

أخي الغريب هو من يقول عنك :إنك من كان يقود البلاد والعباد في

 

سلال من جمر؛ ويصرف عن الناس كل بؤس.بل ما فتئ ينشد في

 

الآفاق أنك الأولى التى كانت تسير في طريق الملائكة . وتعرف ،جيدا؛

 

طرق النمل في سعيها إلى الضوء والحياة ..

 

لا البحر يحميك من حمى الحياة؛ولا البر يعفيك من سطوة البقاء ؛ بل

 

كلاهما يشي بك إلى الفراغ. عل ما بقي من الوجد يتبلل برذاذ الوقت

 

ويطلق إنذاره الأخير إلى سدرة النتهى . هناك كنت أراقب ؛كطفل

 

أعفته الأيام من زمنه ؛تواشيح المطر على أخاديد الجرح. هل جربت

 

المشي على جرج لا يستيقظ إلا ليلا ؟

 

أظن أن الليل فيك تحول ؛ بفعل التطاول ؛من آية  الانسحاب

 

البطيء؛إلى مشكاة تنير درب العابرين ؛أو تذكي سبلا كانت في

 

القلب لا يعرف موطنها سوى من مر ؛جنوبا؛ من رحاب القنوط..

 

(يتبع ..)

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!