أنت كل العين / بقلم : إسماعيل هموني

حين أفتح عيني أتحسس عطر المكان ؛لأجدك سلسبيلا ضاحكا ؛منسكبا في مراقد

 

الهوى ؛ فلا أعرف إن كنت أرى ضوءا يأتي من أقصى الوجدان أم أتقدم شهوة

 

تفيض من نعناع بري .

 

هناك ؛

 

كنت أرقب تفاحا ينبت على صدرك ؛ هيأت له شرفة تقربك من رياحين تهب من

 

دواخلي ؛ علمت أن التفاح مبدأ الخطيئة ؛ فتركت له الشهقات متناثرة على شفتيك ؛

 

ومشيت أرفع لك سريرا من حرير ناعم الملمس ؛ عليه من نعماء الشوق ما

 

مزق أنفاس الليل .

 

في تلك اللحظة ؛ مددت يدي إلى علو شاهق مني ومنك ؛قطفت عطرغيمة ؛

 

ودسسته في رمشيك ؛ التأمت كفي بكفك ؛ وانخرطنا في سهو الكلام ؛ نعاشر ظل

 

المجاز على مخابيء الصمت. هيأنا صمتنا طازجا يتعسجد في مياة الغيم .

 

هل عرفت ؛إذن ؛ وجهك / وجهي؟

 

بلذة الوهج مشى انخطافك سارية من زمرد و نسرين ؛ يهامس يديك في ضحكات

 

القمر ؛ كنت أركض في عطشي ؛ أفتت فائض الوجد في مضايق الاحتراق؛

 

خطوتان بيضاوان من لوعة شفتيك ؛ تخطفان أريج الصباح من صبابة عمري؛

 

تضيئان سريرة توسع النداء فيها حتى اكتملت صرحة الحياة في ميلاد الأزهار .

 

تسبقني إليك عطور الصباح تنبئني عن انسياب قدميك على رخام المطر ؛ فأطأ

 

المكان ؛مزهوا؛ بهيبة الملوك ؛ أعدل من هيأة الفرح على قسمات وجهك ؛ وأتحدر

 

إليك منسكبا مع وقتي في صفاء عينيك .

 

مقامات تطير ؛

 

فراشات ترقص ؛

 

لهفات حب تضوع ؛

 

لا انشداد في رحابة الأفق ؛

 

ولا خيط يرتق الغيمات الضائعة سوى رفيف شالك الأبيض.

 

هناك ؛

 

كنت تخبزين طيني من غفوة النون على وسائد الظن ؛ فلا أملك نفسي وحصائد

 

روحي من صوغ ضفيرتك ؛ كأن المكان تلثم بك ؛ ونبات الضوء من عينيك .

 

أنا الذي يرقب فيك الوقت شريعة ؛

 

أبارك غمغمة في عينيك ؛

 

وإن شعشع زمهرير الضوء في الكون ؛

 

فأنت كل العيــــــــن …

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!