أن تنتعل الجمر / بقلم : إسماعيل هموني

أن تنتعل الجمر؛وأنت تكتب عن سماء لا تظلك ؛ وأخرى هاربة منك إليك .

 

أنت؛ إذن؛ في مراودة تلبس الاحتمالات ؛ تعبر المسافات ؛ وتستل الوقت من أجنحة

 

الغيم ؛ وترد الحكمة إلى ضفافها .

 

كأنك تبني للعكنبوت مسارا لا تعرفه ؛ وتحيا على خفقان المستقبل في دمك ؛

 

فهل تدرك ما للنهر فيك من مصب ؟ و تفتح الطرق على مصراعيك ؛

 

وتستقصي الضوءمن أنسال البرك النائمة . كل الجـذور ستعود إليك بفيئها المسيج

 

لمدارات الروح .

 

عاشبت فيك الربيع ؛ وقليلا من ثمار الوعود ؛ ونافحت عن نداء صفي امتد في لغتي

 

حد ترويض الأبجديات عن مسارها ؛ وانتعلت جمر البيداء .

 

علمتني الهاوية كيف أعبر العواصف ؛ وناصية الكواكب في يدي ؛ أهتدي في رحلتي

 

بنعل من أنقاضي ؛ أخرجني من شهقات الأشياء سليما معافى ؛ أبارز التبعثر في

 

تمنع وإباء ؛ فأصير أعمق وأنقى .

 

وعلى الشمس أن تودع في كفي سرها ؛ وتلبسني وداعتها عند كل فجر . كأني قنديلها

 

الأوحد ؛ على ذراعي تزهر طفولة الوقت ؛ ويقبل الظل عاريا من ذاكرة مفتونة

 

بالتراتيل . لا تعب يمجده متاه دمي ؛ ولا موج يرسو عليه ارتحالي ؛ كل ما هنالك

 

أن السفر نسي أن يذوب في جرح المسافات ؛ وأن الأرض تمضي بها الكلمات

 

إلى حيث يكون الجمر نعال المسافات ؛كأن نخيل الكتابة يجدد أمواهه في دروب

 

المعنى بلا استعلاء .

 

هو ذا الجمر يملأ وقته المقدس تحت شجرة الحكمة كمن يهييء دهاليز الكلام

 

في جرار المجاز ؛ أو يشرع خصوبة الليل لتناسل الظنون ..

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!