إمرأة تصلح للصمت / بقلم : حواء فاعور

ما اعرفه،
اني وضعت لك ملامحا خاصة مذ تفتحت اول ورقة في برعمي ،
حتى أني كنت أعرف حينها ان هذي الملامح خاصة بي اكثر
وأحببتك ..
كثيرا
فوحدك أنت شهدت جنوني كاملا، عواصفي كلها، واعاصيري
جحيمي البرتقالي والازرق ..
وحدك كنت تعرف أني أكرهني لشدة ما وقعت في حب نفسي ..
وأني غير قابلة للكسر ولا للعودة الى الصفر ..
وتعرف ايضا ..
عدد اصابعي التي التهمها الندم ..
ليس ثمة اي تغيير يذكر في سلسلة الآلام الطويلة والعزلة الأطول يا عزيزي ..
غير اني كائن ناقص يدعي الكمال ويمشي غير آبه بالهشيم المتطاير من جنباتي الذائبة في غباش الضوء ..
هشة انا ..هشة ..هشة ولم انهر يوما ولا جثيت على ركبتي في حين كان ومازال زجاج الحطام واخزا في داخلي …
وحدك تطوعت لتتحمل كل ذلك ..
متناسيا روحك غير عارف ان روحي أنا قد فقدت اكبر أجزاءها فيك الى غير رجعة..
مالذي عسى ان تكون عليه حياة امراة بروح ناقصة ؟
لم اجرؤ يوما على التصريح امامك باني كاذبة وحالمة ومجنونة وغبية ..
ولا انت تجسدت يوما ..لتمسح عن خدي الطل في اوائل الفجر ..
زاوية الغرفة ..
وحافة السرير ..
ويدك البعيدة عن خدي قيد شهقة ..
اماكنك الثابتة والمتحجرة مثلك المتحركة في ذات اللحظة والمسافرة ايضا ..
كنت ازعم دائما انك تعرف اي شيء يعنيه ان اعشق رجلا كبيرا وكافيا ليتسع لي ..
كنت ازعم انك الوحيد القادر على التضحية باي شيء مهما بلغ من أجلي انا وحدي فقط ..
الإلهة التي خلقت لك لحما ودما ووضعت لك الملامح على مزاجها المتقلب طيلة الوقت ..
اه يا عزيزي ..
لكم ووددت ان التقي بك ..وان اكون شجاعة وانقض صك العبودية متجاهلة الدم على كاحلي ..
هكذا هن ياعزيزي ..
المجهولات المنسيات في غرفهن المظلمة ..
جبانات وغبيات ويدعين الصمود وكل ما بهن متساقط وغير آيل للبناء ..
لكم وددت ان تكون حقيقيا بقدر رغبتي بك وقدر وعيي باستحالة ذلك ..
استحالة ان يكون هناك رجل كما انت يحبني حقا بشكل حقيقي ..
ولكم وددت ان لا اتألم الى هذا الحد في حين اعرف ان الحب الذي صبوت اليه فيك مستحيل كأنت ..
وان الله لم يأذن للحب بأن يكون حقيقة دون سخرية ولا استهزاء ..
دون غصة ..
كان عليك ان تهجر مخيلتي ..
وعلي انا بالرضا ..
الرضا بالنقصان والتدلي بين النار والنور ..
وتحمل اللظى والاشعاع والحب واستحالتك ..
كان لا بد من لفظ ذلك بصوت عال ..
وحيدة الى ان ينام الكون ..
وحيدة وغير قابلة نهائيا ليحبني رجل حتى ولو كان انت
انت الذي خلقتك ..
امراة لا تصلح نهائيا الا للصمت ..

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!