الكورونا تعلمنا كيف نحب / بقلم : فتحية نصري

 

استحمي أيتها الأرض العطشى بماء الحياة.. الأمطار تغسل ادرانك.. هيا لا تخجلي افيقي من غفوتك الأبدية.. اغتسلي   من ادران الماضي.. وهذا الكاىن الرقيق الحساس الرومانسي شاعر الولادة الأبدية وتناسل الكوارث يرث الأرض ومن عليها ويلقي بجبروته في كل الانحناء تاه البشر  في زحام اللهاث اليومي وراء متطلبات الحياة العصرية انزعي عنك ثوب الحقد :والجفاء… امسحي السواد من عيونك الحزينة ازيلي غبش صباحاتك الجميلة.. اعيدينا إلى البدايات الأولى..

ارفع  غضبك يا الله عن  هذا الإنسان الذي قتل معالم الجمال في  الكون الذي أبدعت لانك انت الحب والجمال الذي يتجلى في كل الكاىنات الرقيقة  هذا الغول الذي اتهم الذىب بهتانا بالوحشية وبشتى النعوت..

الذىب يقتل حد الموت من أجل حياة قطيعه الذىب لا يخون ام الذىاب ويَموت كمدا اذا ماتت حبيبته ويعترف بالجميل لصياد داوى جراحه فيرد له الجميل ويبقى وفيا لصديقه.. عذرا نيتشه وهوبز فالانسان أدنى من ان نقارنه بهذه الفصيلة الوفية من الكاىنات الحية….

لنكن أوفياء لطباعنا الخسيسة نحن البشر..  عفوا اقولها صريحا اتعرى من ادران انسانيتنا المتعفنة  وبشريتنا المقيتة

ليس للجياع خيط في الفضاء. انهارت القيم وضاعت المحبة والصداقة في متاهة المصالح.. َ لقد كشفتكم الكورونا..  فتطيح بالرؤوس و تسقط الأقنعة دعونا نتعرى من بشرينا المقيتة.. لتنهار كل القيم الف شكر لك سيدتي المتجبرة  اعدتي الأنهار الى مساراتها الطبيعية واوقفت دخان المصانع الذي يبث الموت والدمار في كل السماوات.. ليموت الخطاف قبل قدوم نيسان عادت الحساسين إلى اوكارهاو فرخت الطيور في كل الروابي المقفرة .. النظام يلف الطبيعة التي تستعيد حنينها إلى البدايات الأولى..

ما يفرحني انك اعدت هذا الكاىن إلى بشريته و انسانيته  ذاك المارد المتجر الذي يحمل بين راحتيه ملايين الجراىم انكفأ وعاد إلى قلبه المتعب َمكرها و تماهى مع الطبيعة…..

إلى أين المفر يا سيد ترومب فالكورونا اسقطت لعبتك وكشفت خططك الاستعمارية فعدت مدحوراخاىفا… و الأرواح تتساقط كالذباب..

تطهري أيتها الروح الَمتعبة والنفس المثقلة بالذنوب.. أين الأحبة والاهل وذكريات الصبى والشباب و قصص العشاق ضاعت كلها في ملابسات الأحداث… التلوث يجتاح سماءك أيتها الأرض المثقلة بالأحزان ترزحين تحت نير الاستعباد وتفقدين مخزونك. السلاح يدمر الجبال والصحاري والبخار والقنابل تشوه الجنة وتنشر الموت والوباء.. التنفس أضحى ثقيلا وانت تغتال الجمال في كل الامكنة وتشوه الوجوه البريىة.. تنتفضين لتغتسلي بماء الألق.. فلتتفتحي يا زهور الدنيا بكل الوان قوس قزح… غني للسلام.. سلام عليك ياامنا يا ام البدايات الأولى اعيدي الفرس الجموح إلى هدوىها.. انتفضي واستحمي من غبار والتلوث.. ايها الإنسان كم انت ضىيل رغم جبروتك أمام وباء الكورونا لن تخنق خطو الربيع بعد اليوم.. عودوا إلى مكتباتكم اغرسوا ا الازهارفلترتوي حداىق قلوبكم المظلمة ان.اسقوا الحداىق و اقرأوا ما تيسر من العشق.. ترشفوا ينابيع العسل المصفى دون تردد أو وجل.. اهجروا مجالس السوء. التي تحاك فيها المؤامرات والمهاترات.. امنعوا المتطرف ين من استغلال الظروف العصيبة لممارسة الكراهية.. وقتل الأمل في القلوب.. الاهي اضرب بقوة حتى نستفيق من غفوتنا ما اجملك ايها الحب الصافي في زمن الكورونا.. تذكروا الام زوجاتكم وهن يسابقن الزمن ليؤثثن أيامكم حبا ونظامها فوضى النظام ونظام الفوضى كم تبدو الحياة سهلة وهذا الكاىن الضىيل يوشي حياتكم بعشق التفاصيل.. اغزوا المطابخ التي جعلتم منها قدرا للنساء جملوا حداىق البيوت بالزهور تلذذوا بطعم الشاي في باحات البيوت وتصفحو ا الروايات الرومنسية وقصص العشاق تذوقوا الأشعار فبين طياتها أنامل احترقت لتكتب الامها  أعيدوا الأعشاب الي سفوح الجبال التي اكتسحتها الألغام. من زرعها سؤال قتل كل الحيوانات البرية ولم يرف  للجلاد جفن. ليس للجياع خيط في الفضاء أوقفوا خطاباتكم الكاذبة ايها الساسة فالسيد كورونا كشف كذبكم.. لا وقت لخطبكم الرنانة.. مؤتمراتكم. لدينا متسع من الوقت للتطهر من ذنوبنا و خطايانا كزبد البحر لا وقت لنعمد أجسادنا المنهكة.. اغفري عنجهيتنا..

أيتها الأرض الام اعيدينا إلى مهدك الاول.. تذكروا الزمن الجميل… نعم قررت الكورونا ان تمنحكم فترة لا حدود لها للتأمل  تذكروا  قصصنا الصغيرة التي يشاركنا فيها.. الأصدقاء  الأوفياء لماذا تحولوا إلى أعداء.. الحب يتجلى في زمن الكورونا تعانقوا وتحابوا.. انسوا الاحزان  أعيدوا للارض جماليتها وعذريتها أيتها القلوب الَمتعبة…يا طلها الندي وهي تستحم بماء الحياة لتتفتح على راحتيهاكل الكاىنات الخرافية… الوباء يعيدكم إلى زمن الفعل الذاتي

في فلسفة الحياة… الطبيعة تتصفح حمقك ايها البشر المعنى بملايين جراىم القتل والتدمير.. استرح ايها المحارب فالوباء يجبرك على الاسترخاء في زمن عز فيه الفرسان فتركت الساحة للدناءة والصفاقة  والنذالة تسود..ينتخبون الفاسد ويعلون من شأن السارق ويغرقون في الضحالة.. ويلعقون حذاء الاغنياء مع انهم يعلمون انهم لن يقاسموهم الخيرات ولا يطعموهم من جوع ولايؤمنوهم من خوف اضراب كوني فلتصمت أصوات المصانع والقطارات والسيارات المجد للطبيعة التي تثأر من وحشية الإنسان فلتكتسح الأعشاب كل الدروب ولتتنفس  الأرض عبق الوجود.. بالكورونا القاتلة الطبيعة تدافع عن نفسها من وحشيتك أبها الغول الإنسان ايها الكاىن الغريب الزم بيتك الزم سجنك الإجباري لا سفر بعد اليوم لتدمير ولا قتل للبراعم  بعد اليوم تحاكمه الكورونا قاىقلة اما زلت تمارس لعبتك القدرة فتدمر وتقتل وتتفنن في انهيار القيم النبيلة باسم التطور تقتل الراسمالية الأطفال وتهدم البلدان وتقضي على الحضارات  وتجوعهم. =تقول الكورونا في غضب لن أكون أكثر منك قسوة انت قتلت ملايين البشر زمن الحرب والسلم  باسم الدين والفرق الدينية المختلفة يذبح الانسان.. أخيه الإنساني فتنهار الحضارات ووتتحالف امم قوية لتقضي على حضارات عريقة الكورونا تغضب وتضرب  بقوة وعيدنا الي زمن الحب في زمن الكورورنا

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!