قــهْـقــهَــة ٌ مــن ثــغــر الــرّيــح  !/ بقلم : الشيخ قدور بن عـليـــة ــ الجـــزائر

   أهاتفُ قلبي ، أقضّ مضاجع ذاتي ، عَـلَّ الذي طَـرَا  قد حملها قافية من رياض شِعركَ  قادمهْ ،، لكنه مجرد انفعال هوائي زلزل باب حُجرتي !!

***

   أضرب كفّي برفيقة عُمرها ، أنــتــفــض ، أحمل الورق ، أنادي القلم ، أن  تعال، أنقذني، أغِــثــني ، يتبخّر الموقف ،، أمزق الورق ، على أمل أن مبعوثة  من قِـلاع تواجدكَ   هاربهْ  !!

***

   حرارة جسمي تُصافح غليان فضائي ،، عـيـــنــــاي تُحـملقـان للـمرّة الْـ …… ، لا أحصي كم مرة حاولت الانـقضاض على ذات البـياض ، لأودع أَحْـرُفي فـي شِراكها ،، لأعتقلها ،، لأصممها قـنبلـة نـثرية شظاياها عـتاب ،، تَـخورُ  قـوة   أناملي ،، يسـقط  القلم ،، أشعر بدَوار ،، رأسي يــستحيل إلى ما يُـشبه المِــــــنْطاد من فُرط التـلهّف   !!

   ها أنـتِ يا  لحظة الـزمن تَشْـهَـدِيــن ،، تَرَيْـنَـني بأم عَـيْـنِكِ سَاهِمًا ،، تَـلْحَـظـيـنـَني جميـعي عُــيوناً مُـركّزة  على باب الـغـرفـهْ ، أنا  ــــ  فاحفــظي سرّي ــــ   لم أزل مُنطويا  فيها ،، ترينني  ضارعا إلى قَـصيـدٍ    مـنـه يشفيـني  !!

***

   تَحْدُثُ وَشْوَشَهْ ، ساعي البريد أقبل  مُـثقلاَ ،، نادى ، المقصود لست أنا ،، أذني تعشق اسمي  لما يُنادى  على ” حَضْرَتِه  !”  في موقف كهذا ،، لكن لا جديد ،، لا  أمل !! ،، فرائصي تتمرّد  عن  ذاتي ، أو هي تحاول ذاك لست  أدري ،، المُـعَـيّـرَةُ بذات الجدران والباب الموصدِ  والنافذهْ   كأنها على موعد مع السّـماء  ،، مـع  الإسـراء !!

***

   أهـربُ إلى حُضن قريحتي لأتدثّر   بــتربـيــتها على كتفِ حـالي،، أصـحـو ،، أحـشائـي أفـواهٌ  و  أيادٍ   مُلوّحة للأقلام ،، فليتقدّم  أحدكم  !! ؟ ،، أصرخ:    ـ ما لكم  تقفون هكذا ؟؟ ،، ألا  ترونـني قابضا على عنق القِرطاس ؟؟    أَوَ تُريدونـني يا كُسلاء ، أن آتي لأدلّـلكم ، لأسمّيكم بما ادّعـيتموه لأنفسكم   من ألوان ؟؟؟

   تَنْـتَابُـني نوبةُ تواضع ،، لا حَوْلَ لي على استعمال العنف إزاء الضعفاء ،  الأقلام تراني مـناخا معتدلا  ،  يُقرع الباب  ،،  ألْـتَفِت   ،،   قهقهةٌ أخرى من ثغر الريح  ،  قد يكون هـنـاك تَـنْـكِيتٌ بين الباب والريح !!

***

   أعود ،، أترجّى الأقلام ، تأتيني تِـباعا  ، تمتثل ، وكأنها مُقبلةٌ على وصف أمجاد أمّـتي                 و أوْصَابِهَا  على امتداد العمر الدنيوي ، أرنو  إليها بحاسة   العطف ، أكاد أجسّمُها  أُشَخِّصُ كينونتها  لأرى منها الفمَ واللسان ،، لتحاورني  هي   الأخرى ،، لتسألني :

ــــ  ما  بال رفقاء الدّرب ؟؟ ،، هل جفّت أقلامهم ؟ ،  أم تراها مغلولة ؟؟ ،، قد تكون أدرجتك مع ألفاظ  كالنسيان ، الإهمال   صرتَ  تكاد تكون مُرادفا   لـــــــــها   !!

***

   وَجَدتُّـني عاجزا عن الردّ ،، عن أن أجيب أقلامي المُشمّرةَ  أبداً لتـلبية النداء ،، نـداءِ داعي الـصداقـة الأدبـيـة الحقـهْ ،، الأقلام  تــتــفحصُــني ،، تُحاول مسح الدّمع من على خدّ الانتظار ،، تتراجع ،، الورقةُ المأخوذُ جيدُها بيُمناي ، قد تَسَرْبَلَتْ عرقا  نَبْعُـهُ يُمناي  القَلِقَـهْ،، قد يكون هذا النّدى عَبَراتٍ ذرفتها ساعةَ تَذَكُّري وَعْدَك، تذكُّـري إبحارك في تفسير الآيهْ، لستُ أنساها   آيةً ، وقد أغْرَتْنِي لحظةَ خَـطّـهَا القلم الأمين    على دفتر  قلبي ، وفـؤادك ، ليُعْلنَها رابـطةَ  صفاء ، رابطة وفاء ،، رابطةً  قلميّهْ ،، أما زلت  مُستطيعا تفسيرها  يا  أعز  خليل  ؟؟؟

:

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!