من سيرة عبدالله بن أبي سرح / بقلم : أمير الحلاج

لأني توَغَّلْتُ ،مرتدياً زيَّ غيري ،
ببحْرِ التسَمّعِ
أو أن أكونَ المصيخَ ،
الذي لا ترافق قامتَه الاستقامةُ والانتصابُ،
الأوامرُ تحكمني كَسِياطِ الحميرِ،
تُوَلِّدُ في الجَوِّ صوتاً
تفيضُ محيّاه رعْبَ المبارزِ
تعجزُ كفّاه مسْكَ المبيدِ .
لتبقى النواعيرُ تشكو مصابَ المعينينَ رفْعَتها
ثمَّ أُسأَلُ:
كيف نمت بذرةُ الانفلات ؟
وكيف توضَّأتَ بالدمِ المتناثرِ
حيث أفئدةُ المُسْتباحين
تنْفِثُه من ثقوبِ أنَزَّته أرضاً بغيرِ حدود؟
أنا المُكَوِّنُ ذاتي الفريدَ المُعلّى
بيَ الحِلْمُ مقْودُ شأْني الى وجهةٍ
أتسيَّدُ صانِعَ سقفِ التعاليلِ
لا نظرةٌ تكْسِرُ الرغبةَ المرتجاة
لرؤيا التَطَلّعِ
أنْ قد أغيرَ ما يسْتَفِزّ نظيري
ويحْرقُ قلبَ الأخِ المسْتكينِ بقارورةِ الانتشاءِ
فكم كنتُ أدركُ عقْمَ العقابيلِ
تعلو مغرِّدةً :
كلّ ما نرتجيه
البذورَ المعدَّة للزرعِ لا بدّ أن تنحني للتعفّرِ والانطمار
فهل كنتُ في لعبة الحظِّ
أني تلاعبتُ في المفرداتِ
وغيَّرتُ ما يجْرح الوردَ
ويطلي البياضَ المسَوَّدَ من غضبٍ أو سعار

 

 

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!