هَمْهَماتٌ مُتَمرِّدَةٌ / بقلم : كَامِل عبد الحُسين الكَعْبِي / العِراقُ _ بَغْدادُ

أراقبُ ظِلّ الليلِ وأَشقّ صدرَ سُكونهِ الثقيلِ بمبْضَعِ الآهاتِ المتصاعدةِ حتى آخرِ شَهْقةِ شوقٍ بلهاءٍ لازالتْ تنتظرُ هطولَ غيمةِ النسيانِ فتسقي صحراءَ الوحشةِ وتجعل الدربَ ندياً بسيرِ أقدامِ الجَفاءِ وَتَنثّ على أَشْجارِ الحِرمانِ بوابلٍ من تِحْنانِ فتتهادى الأَرواحُ السادرِةُ في غَيِّ الإهمالِ وتُفْقأُ عينُ السُهدِ وتَرقدُ روحٌ مُحمّلةٌ بأَرَقِ الشرودِ ، ليقصرَ ليل الوجْدِ والأَنينِ وتضيقُ مساحاتُ القهرِ الشاسعةِ الممتدةِ عِبْرَ مَدَياتٍ ليسَ لها حَدّ ولا لذراتِ هوائِها الخانقِ للأنفاسِ من عَدّ .. وددتُ في هذهِ الليلةِ لو أتناول القمرَ فأضعهُ حيثُ أكون بعيداً عن كُلّ الأَنْظارِ فأناجيهِ حتى الصباحِ وأنثرُ لهُ خصلاتٍ من وَجَعي المَسْكوبِ بمدادٍ من شَجَنٍ ، إذاً لطفقتُ أخصفُ من ورقِ الحُبُورِ على حجري الساكنِ حتىٰ آخرِ لحظةِ جنونٍ ثُمّ أمضي بعيداً عن زوايا عزلتي وأركانِ وحدتي وأبدّدُ ذلكَ الغيظ العميقَ الساكنَ في خِبْءِ أَحْلامي المُعَتّقَةِ بدفاترِ النسيانِ وأُمنياتي المُثْقلةِ بعمقِ الأَسى وأنثرُها على قارعةِ الوَجْدِ شُهُباً لها في وَتينِ القلبِ ألف ألف حريقٍ وأظلّ أحترقُ بسعيرها طولَ النهارِ فإذا ما جَنّ الليلُ جَنّ جنونُ تلكَ الخَلَجاتِ فتتبعها الروحُ بهمهماتٍ أطولٍ وأكثرِ تَمَرّداً .

 

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!