هجرة/ بقلم : خلود الحسناوي / بغداد

حملتُ صمتي ..

واخذتُ امتعتي

من الحسرة

والألم..

واضفتُ بعض مشاعر الحنين ..

واوقفتُ حاجز الصمت..

وجلبتُ بعض أوراق الذكريات..

الشتاء دوما يحن للذكريات..

وجلستُ قرب الموقد..

كلما وضعت بعض عيدان الحطب الدافئ..

ازداد صقيع الحنين للاحبة ..

واحترقت بعض خيالاتنا..

عندما كنا نتجمع حول تلك الشيبات الفضية..

وهي تقص علينا ما مضى

من أحداث الحروب ..

وبرد الفجر في ساحة العرضات..

لا نجد مفرا من تغازل الدموع لاحداقنا..

وهي تداعب الخدود ..

أكف عن وضع الاخشاب  في ذلك الموقد ..

يكفي ما اتقد بداخلي من براكين الصبر ..

وتلك الصور التي عادت للصحو..

أعود والملم كل تلك الذكريات..

في حقيبتي

واستمر بخطواتي الباردة نحو السلالم..

لاتخذ من الحقيقة سبيلا

إلى النسيان المتعمد..

عبر الهجرة إلى المستقبل المجهول ..

بجواز سفر ممزق الطموح..

منكسر الحروف..

معكوف النقط ..

سلبه أزيز الرصاص ذاك النصوع والشموخ..

وكساه برماد اجساد احترقت حبا بتراب وطن ..

باع ابناءه بلا ثمن كي يطعم الثعالب الجياع ..

دون خشوع لبكاء الثكالى..

هكذا سألملم بقايا الحنين في حقيبتي..

واغادر عبر مطار يلوك بنا تلك الطرقات الطويلة ..

كما يلوك الموت اجساد الفقراء .

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!