رواق القصة القصيرة

فجر/ بقلم : دكتور عبد الفتاح العربي ( تونس )

كان متفوقا في دراسته لكنه من عائلة فقيرة يذهب مشيا على الأقدام طيلة عشر كيلومترات ،يستفيق من الساعة السادسة صباحا حاملا محفظته الثقيلة بالكتب و الكراريس يحملها على ظهره يمشي و يلتفت لعل يتبعه كلب أو ذئب لأن الغابة المحيطة ملآنة بالحيوانات الضارة و في طريقه العديد من الحفر وهو يلبس نعلا من البلاستيك في عز الشتاء و البرد يلفه …

أكمل القراءة »

همسٌ بلا حروف/ بقلم : نجوى الغزال ( لبنان )

في ليلة باردة سماؤها مكفهرة قمرها خجول الأضواء خافتة توحي بصمت رهيب أحلام نائمة على وسادة جافة قال لنفسه إن الفرصة مواتية فأشعل سيجارته نفخ الدخان عالياً اقترب منها أكثر همس لها رغم مرارة الحياة فأنت الحب انت أيقونتي على جبهة العمر أطفأ سيجارته على عجل غادر دون ان يترك ما يدل على وجوده في الصباح عرفت بحضوره من بقايا …

أكمل القراءة »

 مأدبة للغبار” وقصص أخرى / بقلم :حسن سالمي

لصحيفة آفاق حرة يحدث أحيانا     شيء غامض يعقد روحينا في مشكاة واحدة. يفهمني وأفهمه وإن فرّق بيني وبينه النّوع واللّسان.      ذات يوم وأنا في عرض الشهباء هاج وماج وملأ الجوّ نباحا، فلتفتّ حولي فكانت الأرض خالية ممّا سوانا…     فجأة ينشقّ الترّاب على هامة سوداء تدور حول نفسها في جنون…      حين أفقت وجدتني مطمورا في الرّمل وكلبي يرقد على رأسي كأنّه …

أكمل القراءة »

أنين / بقلم: د ميسون حنا ( الأردن )

رضوض بسيطة ظهرت عليه إثر سقطته، عولج منها، واستُبدل المقعد بآخر أفضل من سابقه، المقعد يتجدد ويتبدل، لكن كيف يستبدل الإنسان القابع في أعماقه. مضى على الحادثة أسبوع كامل وهو عازف عن استقبال أي كان من الأقارب أو الأصدقاء، أو حتى أي أحد من أفراد العائلة. كانت زوجته تُدخل صينية الطعام وتضعها على المنضدة أمامه، وعندما تدلف الحجرة يشعر بانقباض …

أكمل القراءة »

أحلام للبيع/ بقلم:ريمة خطاب

  على أرصفة المعجزات فرشت أحلامها، بغية بيعها، فهي لم تأخذ منها سوى التعب والألم. سنون عمرها العديدة التي قضتها بالسعي لتحقيقها، وجعلها واقعاً تتنعم في جنانه، ضاعت دون أن تصل إلى مبتغاها. حبست دموع عينيها الحزينتين على فراق أحلامها، راحت تنادي بصوت مرتجف: – أحلام….أحلام للبيع، من يشتري الأحلام؟!!.. يقترب أول زبون من بسطتها، شاب في مقتبل العمر يبدو …

أكمل القراءة »

انزياح ثرثرة. بقلم. صباح سعيد السباعي ( حمص. سوريا )

لصحيفة آفاق حرة من ذاكرة ورد وتراب ولوحة وموسيقى، لمعتْ أمامي جلسة سمر مع أصدقاء، وانقلبتْ إلى حوار، ومن الأصح أن أسميها جدلية نغم وضوضاء. وافتتاحها سؤالٌ من إحداهن: هل أنا جميلة؟ وأريد جوابًا بلا مجاملات. يقفز رأيًا مثل السهم: بقانون النسب التي أعرفها أنتِ في الوسط. _ هذا رأي عائم غائم، يهرب من الدقة يهرب من منظور الإحساس. أعترض …

أكمل القراءة »

قصص قصيرة خارجة عن السيطرة/ بقلم:نزار الحاج علي

دوران يراودني إحساسٌ غامضٌ اليوم بعجزنا عن إنهاء كتابة قصة قصيرة. _على الرغم من امتلاك للورقة والقلم وفنجان قهوة، و رغم قدرتك الفائقة على خلق البدايات، إلّا أن نقطة ضعفك هي في إغلاق النهايات. _أوف… أشعرُ بالملل، فهو لا يستمع لما أقوله، وأنا لا أدرك المتعة التي تراوده في مراقبة غرابٍ طائش، وكلبٍ صغير يدور…باحثاً عن ذيله. تربُّصْ أثناء انشغاله …

أكمل القراءة »

رحيل/ بقلم: سيد غلاب

عدنا في قطار يأبى الوصول لمحطته الأخيرة، كأنه يعلم ما ينتظرنا في محطة الوصول، فأشفق علينا وتباطأ في المسير، سواد الليل لون الحداد السرمدي الذي يكسو مآسينا، وكلمات (العديد) رسمت لنا طريقًا من الألم والحزن الذي بدأ ولن ينتهي: كـــنـت أشـــيل الهَـم أنا وأمـي وحــدي أشيــل الـهَـــم يـاهـمى كــنــت أشــيل الهَم أنــا وأختي وصبحت أشيل الهَم أنا وحـــدي كلماتهم خناجر …

أكمل القراءة »

الرسائل الثلاث/ بقلم:ريمة خطاب

وسامته المميزة في المدرسة، سلبت عقول تلميذات الصف السادس الابتدائي، أما ذكاؤه واجتهاده، فقد زاد حسنه اكتمالا. ضحكته المختلفة عن ضحكات الباقين أسرت القلوب، وشدت الأنظار إليه، حتى المعلمات أُبهرْنَ بتميزه وذكائه، لذلك كان تفاعله، ومشاركته في الدروس أكثر من جميع التلاميذ. أسامة التلميذ الوافد حديثا للمدرسة، بعد مجيئه مع أهله من المحافظة. فبعد تقاعد أبيه من عمله في( حراسة …

أكمل القراءة »

المقعد / بقلم د ميسون حنا

 نظر من النافذة، الغيوم تسدل ستارا داكنا يحجب الشمس، حلّقت أفكاره بعيدا إذ راودته ذكرى فتحية، تلك الفتاة المختلة عقليا عندما أتت مع والدتها لزيارتهم ذات صباح، ألقت تحيتها قائلة: مساء الخير، وعندما أخبروها أن الوقت صباح أجابت بثقة: الدنيا عتمة… والعتمة مقرونة بمساءاتنا ، هذا ما تدركه فتحية، كان يومها الجو كئيبا كحاله اليوم. أين هو من ذلك الزمن …

أكمل القراءة »

عـــــرش مـــلــكـــة/بقلم إبتسام عبد الرّحمن الخميري (تونس)

تضاربت الأفكار و احتدمت الأسئلة بداخلها مخلّفة آثارا لا متناهية… – الجرح غائر، الجرح ما زال ينزف، تراني أستطيع؟؟ عساني أبدأ من جديد؟؟ منذ برهة جاءها الصّوت رقيقا. حدّ الرّهافة. واضحا حدّ الصّرامة: – مساء الخير، أيمكنك المشاركة، الأمر جدّ هامّ. – حسنا. سأحضر. و.. بهذا الوعد أقفلت ” ملكة” السّماعة و قد اختلطت المشاعر في أغوارها.. و تماوجت… لقد …

أكمل القراءة »

جرح الياسمين/ بقلم : ريمة الخطاب

لفت انتباهي لون عينيها البحري، الأزرق البراق، كأنه البحر الذي انعكست عليه زرقة السماء. طفلة في السابعة من عمرها، في ساحة المخيم الصغيرة، تقف وتسند ضهرها إلى أحد جدران بيوت المخيم. كان الأطفال يلعبون ويمرحون، فمنهم من يلعب ب( الحجلة )، ومنهم يلعب بالقفز على الحبلة، ومنهم من يلعب بالغميضة، أما صاحبة العينين الزرقاوتين، فقد أمسكت بدميتها المصنوعة من بقايا …

أكمل القراءة »
error: Content is protected !!