رواق القصة القصيرة

قيد التذكر/بقلم: عبدالقادر محمدالغريبل( المغرب)

كسنديانة متجذرة بالأرض، تقوم الحاجة زينب بساعد الحزم والعزيمة بأعباء ضيعتها الصغيرة، عزق بمعول تربتها اليابسة، غرس فسيلات الأشجار، تسميد النباتات، اقتلاع الحشائش الضارة بيديها الخشنتين ،رش المبيدات غير عابئة بلهيب الشمس صيفا ولا مكترثة بالبرد خريفا، دونما اتكال على أحد من أبنائها، وبحكم مسكني المحاذي لبيتها غالبا وأكثر فأكثر، يتناهى لسمعي تحذير منها لديك ينقر ديكة فارضا زعامته عليهم، …

أكمل القراءة »

مايا ومايا/ بقلم:هناء عبدالله

وسط ركام الأنقاض تستلقي على ظهرها ، تحدق عيناها الزرقاوان بجمود إلى الأعلى ، في الغرفة التي تحولت للتو إلى هيكل بناء تستند على حائط واحد وسقف متهالك، نفذ بيسر ضوء القمر صوب كل ناحية داخلها ، فيما القى بظلاله الزرقاء الباهتة على جسد مايا الصغير وكأنما منحها قبس من الحياة , في البدء أحست بيد باردة , تتشبث بقوة …

أكمل القراءة »

البئر / بقلم: عبدالقادر محمد الغريبل( المغرب )

لا يكف السكارى عن الترنح وغالبا وأكثر فأكثر ما يتعثرون في سيرهم بعيدا عن عيون السلطة والفضوليين وتموضع داره بمحاذاة الغابة اتخذها بابا علي (البغل الحرون) سقفا يأويه وشبه حانة لمعاقرة الخمر وبيعها للفلاحين البسطاء ولا يكتفي بإفراغ جيوبهم مقابل خمرة مغشوشة،بل يتعمد صب لعناته عليهم نادبا حظه العاثر الذي جعله خادما طيعا لهم ،وإمعانا في تحقيرهم ينعتهم بزرائب متحركة …

أكمل القراءة »

بين اليوم والأمس/بقلم فاطمة حرفوش(سوريا )

لم تنم ليلتها منذ أن رن هاتفها ، كانت أنفاسها تتسارع على إيقاع قلبها ، نهضت باكراً من سريرها ، أعدت قهوتها وأخذت ترتشفها بمتعة كبيرة مع صوت فيروز يداعب سمعها . ارتدت أجمل ملابسها ، وتعطرت بعطرها المفضل المحبب لديه وخرجت تتقافز كفراشة تزهو بأجمل الألوان قلبها يسابق خطاها أتت قبل موعدها بساعة . وقفت تنظر حولها لدى وصولها …

أكمل القراءة »

عش الدبابير/بقلم:صديق الحلو (السودان)

1 اتاهم من الخرطوم وافدا. بعد سبعة اشهر من الحرب. في ثاني يوم لوصوله منزل فاطمة نورين’ قال له عبدالله ود الريف زوجها وهم علي الغداء مباشرة . اننا لانكره الضيوف ولكننا ايضا لانريد المشاكل. من الافضل ان تسكن مع اهلك. ابومحمد. وانت لاتريد السكني هناك.. لانهم يقطنون في عش الدبابير بيت النحل ذو السم القاتل الآتي من جنوب افريقيا. …

أكمل القراءة »

مروءة وقصص أخرى قصيرة جدا.. حسين جداونه

مروءة كان الطريق خاليًا سوى منّي ومنها.. تجاوزتها مسرعًا.. خيّل إليّ أنّها نادتني باسمي.. توقّفت.. عدت إليها.. لم أجد من اللائق أن تبقى وحيدة في مثل هذه الساعة الموحشة من الليل… ***** شبح كان لقاؤنا بريئًا.. لم يكن هناك سوانا.. أنا وهي.. تناهى إلى مسامعنا صوت أقدام من غير أن نرى صاحبها.. تبادلنا النظرات.. ركضنا هاربين.. تعثّرت أقدامنا.. سقطنا معًا… …

أكمل القراءة »

شهيد الصحن الفارغ/بقلم:سعيد الصالحي

قال: كيف وصلت إلى هنا؟ أجاب: لقد فتك بي الصحن الفارغ. قال: تقصد الصحن الطائر، أليس كذلك؟ أجاب: كلا، الصحن الفارغ، لقد قضيت عدة أسابيع وأنا أحاول أن أملأ هذا الصحن اللعين بأي شيء من فوم الأرض أو من منّ السماء وسلواها فلم أفلح، قضيت أيامي أتأمل نقوشه وأدعو كل يوم أن أرى شظاياه مبعثرة أمامي عندما أعود إلى بيتي، …

أكمل القراءة »

وجع /بقلم: عمر مكرم

دفن رأسه في المخدة واجهش بالبكاء ردد بصوت مخنوق لم يسمعه سواه :- انا السبب ..انا السبب لم ينتبه لوجودها واقفة بجانب السرير قالت بصوت يلفه الاسى ..لا ..لست انت فلاتحمل نفسك فوق طاقتها..التفت اليها ..كان ابنه الشاب الذي عاد به من المستشفى يقف الى جانب امه إستقام امامهما ..وضع يديه على اكتافهما واسقط راسه بينهما ..كنت قاسيا معه ..اردته …

أكمل القراءة »

بسمة/ بقلم: د ميسون حنا

  انتظر بشوق، ولكن ماذا أنتظر، ومن … ؟ لعلي أنتظر القادم بغموضه، فالحاضر أمسك زمامه، وأدرك خوابيه، وأتجول في معارجه، وتشدني أحيانا زاوية معينة، آلوذ في حضنها برهة، لكن عجلة الزمن تلح علي أن أتقدم، فأتركها وأتابع طريقي لتصبح ماضيا، أرميه خلفي، فإن كان ماتعا أحييته بين حين وحين، عندما تدغدغني الذكرى، وتمر في فؤادي، وتنعش فيه عبق الماضي …

أكمل القراءة »

زهرة الخلود/ بقلم:رشا السيد احمد

كان الوقت وأنا معك بطعم فاكهة السماء ولذة الرؤى السابحة في ملكوت السلام والربيع المجنون و الشغب كانت روحي وروحك توأمان من نور محلقان من عالم لعالم شفيف كنا نفتح الباب السري في الوقت ونلج عالم من رؤى لؤلؤية البسمات وكنت كلما دخلنا عالمنا الخفي فتحت لي الكتاب القديم الذي في قلبك وكم أظل شغوفة للاستماع إليك وأنت تقرأ لي …

أكمل القراءة »

مغامرة الحمار – الجزء الثالث والأخير/ بقلم: سعيد الصالحي

خرج الصديقان برفقة الذئب الحكيم من الكهف، كان الذئب فخورا بانجازه الطبي وفرحا لنجاح العملية التي أجراها لهما، وقف الذئب بينهما وقال: هيا تكلما أريد أن اسمع صوتكما لاطمئن، تبادل الغراب والحمار النظرات ولم يجرؤ أحد منهما على النطق، حاول الذئب أن يستنطقهما ولكن احساسهما بالخوف والرهبة كان أقوى وأعلى من صوتهما الذي يخشى أن ينطلق نحو الفضاء. وعلى وقع …

أكمل القراءة »

حوار ساخن/بقلم:عمرمكرم

قالت له بصوت منكسر لا تضغط على جرحي أكثر فقد سكنت كل نبضاتي منذ وقت بعيد وماعدت استوعب الجرح في خطو ايامي القادمات اجابها قائلا:- أتعلمين ..صار احساسي بك مرعبا وفي بريق عينيك أقرأ الفجيعة قالت:- انا إمرأة ماتت آلاف المرات على صدور بارده قال متسائلا:- فهل جئت تبحثين عن ظل فوق جمجمتي ؟ لم تجب.. جلست على قارعة الطريق …

أكمل القراءة »
error: Content is protected !!