قلب قدسي / بقلم : ريم سليمان الخش

قلب الشارع العربي
.
أنبئيهم عمّا يطوّقُ قدسي
من خناقٍ مُدلّسٍ فيه تمسي
من صراعٍ على البقاء بعصفٍ
رام خسفا مزلزلا ذات بؤسِ
وكأنّ المدى العروبيَّ حكرٌ
لدعيٍّ أراد بيعة بخسِ
***
لا وربي ماريعنا لمزادٍ
لا ولسنا على الخيانة نرسي
إنْ يكن إبليس اللعين تمادى
فكفاحٌ مؤججٌ مثل شمسِ
قد يُمني الجسورَ أنّ انتصارا
بعد عزمٍ مكللٍ بالتأسي
***
إنما العمر صرخةٌ تتشظى
بين أوجاعٍ ثائراتٍ ورمسِ
وبقاءٌ للوارفات غصونا
واندحارٌ لكلّ عصفٍ مؤسي
***
إنّما الفجر من (إرادة )حرٍّ
وهب الأرضَ جرحُه ألفَ عرسِ
***
ويقيني بأننا كحديدٍ
من نجومٍ عملاقةٍ ذات بأسِ
جعل الله قلبها دون خرقٍ
خصّها السرّ محْكما دون مسِ
***
إننا الثقل في الرواسي وإنّا
ثقة الأرض إنْ طغى صوت هجسِ
فاكتسيني من الحديد اقتباسا
كلباسٍ من الإباء الدمقسي!
ربّ فجرٍ مبشّرٍ بانبلاجٍ
شقشق الليل داحرا كلّ نحسِ
*****
يالجرحٍ ينزّ ماانفك يجري
زاد نزفا مابين طعنٍ ودهسِ
منذ بلفورَ والطعان تتالت
في انصبابٍ من الزمان الأخسِّ
وئتدنا ونحن أحياء ظلما
آلة الشرّ والولاة كرمسِ
في ارتهانٍ لحضرة الغرب أمسوا
كطغاة على الرقاب بدعس
***
بتُّ كالعصف قد ذرته رياحٌ
هسهس الآه من مرارة تعسِ
يلعب الشرّ بالمصير نفوذا
باستنادٍ على العمالة رجسِ
كلّ نصبٍ مهيئٍ كعميلٍ
جنّدوه لكي يسود بنقسِ
لاعلومٌ لا منعةٌ لاارتقاءٌ
هو للبؤس حارسٌ رجل كرسي
جعلوا الخبز مطمع الناس إمّا
فزّ جوعٌ على الشعور مؤسّي
*****
خصّنا الله بالرسالة جنسا
عربيا محققا نبل أُسِّ
لغةٌ قد أرادها ككليمٍ
وهو الله مبدعٌ كلّ جنسِ
فضل العرْبَ عن جميع البرايا
بكتابٍ مخلّدٍ دون درْسِ
كدليلٍ على اكتمال عقولٍ
وامتيازٍ لكلّ طيبِ غرسِ
واصطفانا من بين روم وفرسِ
بلسانٍ مخاطبٍ قوم عبسِ
***
حكمة الله أنْ نظلّ بحفظٍ
لامساسٌ من الضياع المخسِّ
بيدَ أنّ المشيطنينَ كلغمٍ
يمنع السير في انفجارٍ مجسِّ
ماهدأنا من انفجارات حقدٍ
وشظاياه أثخنت كلّ نفسِ
لم يدع للشروق جبهة شرقٍ
مثل ثكلى ترمّلت يوم عرسِ
*****
ياإلهي أللتباغض نحيا؟!!!
كم نعاني من الحسود بنكسِ
***
ياإلهي جميع خلقك يهذي
بهوى الربّ إذْ يروح ويُمسي
منذ إبليسَ والغرام شَرارٌ
في اضطرامٍ مهدد كلّ أُنسِ
أخوة الجبّ قد أتوه عشاءً
بافتراءٍ …وقد شروه ببخسِ
هم جميعا لربّ يعقوب صلّوا
في دياري وحائط الدمع قُدسي!!!
لك ضحوا (إلهنا) من عروقي
لك قاموا أحبّة دون قعسِ!!
لك جاؤوا جحافلا لاقتتالي
سفكوا (الدون) من إمام وقسِّ!!
***
إنّ ديني منزّه عن ضلالي
هو كالشمس باعثٌ دفءحسيّ
خلط الناس بين كبْرٍ ودينٍ
فارتوى الكون من تخاريف مسِّ
إنما الله جامعٌ للبرايا
ناشر السلم كالشعاع بشمسِ
في هواه : بحق من زان نفسي
سوف أحيا محبّة كلّ نفسِ
في دمائي محمد الحبّ نورٌ
وحسين الشهيد قد كان قبسي
***
تكْنُلوجيا هي الحياة بعصري
فاطلب العلم لا تُصاب بضرسِ
واسعَ دوما إلى التنوّر يُجلى
بانبهارٍ جَلاله دون لبسِ
ليس كالعقل منقذٌ في صراعٍ
صار للشرّ قوة ذات بأسِ
طائراتٍ بغير طيّارَ تغزو
وأخو العرْبِ راكبٌ ظهر عنسِ!!
فاصنع العلم لا تُقايضه مالا
تلقَ سجنا مغلّقا مثل رمسِ
تبقَ عبدا فلا تُصيب المعالي
كيف للمجد أن يُرى إثر طمسِ ؟
***
فاصنع الفلك راكبا ظهر فكرٍ
وامخر الأفق أو تُرى حيث تُمسي!!
***
في اكتمالي ورفعتي وانفتاحي
سوف أسعى محررا قلب قُدسي
Rim Al Khach Johnny

عن جودي أتاسي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!