آذارُ الحَزينُ
أحقَّاً جاءَ آذارُ
بِحُلَّتِهِ..
بِخُضْرَتِهِ..
وَنَسْمَتِهِ..
كَمَا لَو أنَّهَا غَارُ
أحقَّاً أزهرَ المُشمُشْ
وزيَّنهُ اخضرارُ الغُصنْ
وغارَ منهُ نَوَّارُ
فما بالي
أرى صَحرَا
كأنَّ الأرضَ مُقفَرَّةْ
فَلا عُشبٌ
وَلا زَهرٌ
ولا أنسٌ
ولا سَهَرٌ
وكم في العِيدِ سُمَّارُ!
وكم قالوا:
بِآذارَ
يَجيءُ العِيدْ
فَيَاأُمِّي
هُنا وَجَعٌ
هُنا في الرُّوحْ
هُنا في القلبِ مُشتَعِلٌ
كما لو أنَّهُ نارُ
وكيفَ يَجيءُ عيدُ الأُمْ
لمَنْ يبكِي على قبرٍ
لفاجعهِ
هَديَّتُهُ:
مواجعِهُ وَفاتِحةٌ
وَريحانٌ وَأزهارُ
أياأمِّي
أحقَّاً جاءَ عيدُ الأُمْ
فكيفَ الصَّبرُ؟
والوجدُ
بِنابِ القَهرِ يَنهَشُني
فَيُنزِفُني مُعاناةً
ويهمي الدَّمعُ أنهارُ
أيا يُتمي
ترفَّقْ بي
أنا طِفلةْ
ولو صِرتُ مُعمَّرَةً
أرى أُمِّي
تُهَدهِدُني
تُغنِّي لي
فَيَندَحِرُ
ظَلامُ الحُزنْ
وتَنبثِقُ
مَسَرَّاتٌ وَأنوَارُ
ميَّادة مهنَّا سليمان