آفاق حرة تستضيف الروائي اليمني سامي الشاطبي .

آفاق  حرة  – خاص وحصري

حاوره :  عبد الرقيب  طاهر
ضيفي في هذه الحلقة من زاوية أقلام رائعة رجل من الرعيل الأول ، إنه الروائي اليمني سامي الشاطبي .. أخذنا من وقته المزدحم بالعمل والكتابة هذا اللقاء السريع والمقتضب …. للروائي سامي الشاطبي الكثير من الأعمال الروائية من أهمها (الأنوات ) مجموعة قصصية 2000م ـ (كائنات خربة) رواية 2002م ـ (للأمل مواسم أخرى ) شبه رواية 2004م ـ (مذكرات مولد طبيب ) رواية 2005م ـ (هي الأرض ) مجموعة قصصية 2006م ـ (النتاج السردي اليمني .. بيلوجرافيا ) 2007م ـ ( مشروع ابتسامة ) رواية 2012م ـ (نهايات مزورة ) ـ (تواريخ في الجحيم ) 2004م ـ دليل كتابة السيناريو الإذاعي.. كتيب طبع منه 200 نسخة فقط. ـ صدر له أيضا السيناريو الدرامي الإذاعي 2014 عن دار فكرة …… وله الكثير من الأعمال الإذاعية والتلفزيونية

**  بادئ ذي بدء حبذا أن يحدثنا سامي الكاتب عن سامي الإنسان ؟.

– هذا سر!! السؤال يوحي بأني مصاب بازدواجية في الشخصية ، وهي أقرب للحقيقة خاصة عند كتاب الرواية ، الكاتب يلتقط التفاصيل ، يستغرق في الكتابة يتفاعل مع محيطه السردي الإنسان ، شيء آخر تماما ..قد يبدو إدارياً غبياً ، قد يبدو انتهازياً وقد يبدو إنسانا .

 ** معروف عنك الغزارة في الإنتاج في جعبتكم الكثير من الأعمال الروائية والسيناريوهات الإذاعية . كيف توفق بين هذا وذاك من حيث الوقت والجهد الذهني ؟.

– لا شيء كما تستهلكك الحاجات المادية في هذه المجتمعات القائمة على. انتهازية الفرص يمكن للإنسانية بمدلولها الحكائي أن تخرجك من اللهاث وراء الاستهلاكية المادية وما يتبعها من المتاعب والألم إلى اللهاث وراء الرواية كفعل ينبذ الاستهلاك لصالح الإنسان .

 ** أعتقد بأننا أمام جيلين في الكتابة الجيل الورقي القديم والجيل الرقمي الجديد كيف ترى العلاقة بينهما من حيث الكم والكيف ؟.

– ببساطه شديدة نحن الجيل الورقي على مشارف النهاية إن لم نلحق الركب أشعر بأنني آخر الجيل الذي أستمتع بالكتاب الورقي و أحاول استيعاب عظم الضربة التي وجهها لنا الكتاب الإلكتروني .

 

** نتيجة عصر السرعة و الإنترنت فقد ظهرت في الآونة الأخيرة مصطلح (ق ق ص)وتعني قصة قصيرة جداً ولها روادها وعشاقها من جيل الشباب. … من وجهة نظرك هل ستؤثر على الرواية السردية الطويلة يا ترى ؟.

– هذا المصطلح أجتاح اليابان والصين وكما دخل خرج بقت الرواية متصدرة المشهد .. فقط ما يحدث ظهور نوع كتابي معين مثل الشذرة .. يحدث جلبة ورويداً رويداً يغادر وتبقى الرواية وهكذا

** هناك مقولة مشهورة لبعض النقاد تقول ( بأننا في عصر الرواية وموت الشعر ) لكن رأينا في الآونة الأخيرة بروز الشعر كماً وكيفاً بشكل واضح ما تفسيرك لهذه الظاهرة وهل تلك المقولة السابقة صحيحة ؟.

– الشعر ترجل من عرشه مخلياً العرش للرواية .هذا يسمى التبادل السلمي للعرش ولا أعتقد بأن الشعر سيعود على الأقل للمائة العام القادمة والسبب بسيط .. يعود إلى وفاة الأسماء الشعرية وعدم ظهور أسماء بذات الحجم الكبير ، عكس الرواية التي طورت قدراتها وحافظت على سوقها.

 ** هل تؤمن بمقولة (الوحي الكتابي) أم أن لقلمك طقوسه الخاصة يا ترى ؟ .

– الرواية اشتغال وجهد .. مثل عامل البناء ، الشعر حالة خاصة ولحظية ..كاتب الرواية في الجهد مثله مثل عامل البناء ..الشاعر أرستقراطي من الطراز لم يعد له تأثير .

** السياسة والأدب في وطننا العربي .. ما علاقة هذا بذاك يا ترى وهل تؤمن بمقولة بأن المثقف يعمل بالأجر عند السياسي ؟.

– يحكى أن شخصاً أحمقاً مثلي وضع وطنه في يد وحجرة وجدها في منتصف الطريق تعرقل المارة في يده الاخرى قام من وطأة ثقل متاعبه بإلقاء الوطن جانبا معتقداً إنه الحجر واحتفظ بالحجر مؤمناً بأنه الوطن ومضى الى عمله يؤدي دور الحالم بوطن آمن برغيفه ليغرق في سلسلة رهيبة من الكوابيس من دون ان يصل منطقياً إلى حلم وردي واحد ، أو حتى تفسير لكابوس واحد يفضي إلى نقيضه هكذا يمكن تلخيص الحكاية

** على أحمد با كثير ، مطيع زيد دماج ، محمد عبدالولي قامات أدبية سامقة في اليمن. . هل ستكرر مثل هذه القامات في بلادنا مرة أخرى يا ترى ؟ .

= بالتأكيد الرواية قادرة على إنتاج أعمال جيده لكن الريادة تبقى للجيل المؤسس.

 ** اليمن يمر بمنعطف تاريخي خطير في ظل الحرب والحصار أدى الى انقسام البلد بين فريقي الصراع . . كيف ترى دور ومستقبل الثقافة في البلد؟.

– اتحاد الأدباء كحاضنة لم يقم برسالته المفترضة فالأديب من دون حاضنة لا يستطيع تقديم شيء  للمجتمع ..هو قادر على الإنتاج بمفرده لكنه على صعيد القضايا السياسية الكبرى من دون الحاضنة سيضطر للعمل من خلال أجندة الأحزاب . دور اتحاد الأدباء في أقامه الوحدة ومحاولات الصلح بين أطراف النزاع ما سمي بوثيقة العهد والاتفاق كان كبيرا .

 ** ماذا تقول للشباب الذين ساروا باتجاه العمل الروائي وأغلبهم يعتبر أن الرواية هي أسهل دروب الإبداع ؟ .

– البعض أعتقد انها لعبة والبعض ظن بأنها عمل كلاهما تورطا

** الأديب سامي الشاطبي … هل يمكنك وانت بالتأكيد طالك النقد بشقيه المادح الذي يزرع الغرور أحياناً في نفس الأديب ، والذي يبنى بالعادة على العلاقات الشخصية ، والقادح او الذام والذي يحبط الأديب وخصوصا جيل الشباب ، والناقد الموضوعي ، فبرأيك متى يكون النقد موضوعياً ، وكيف يستطيع الناقد ان يؤشر على سلبيات العمل دون ان ينثر شوك الإحباط في نفسه وكيف يشير لمكامن الجمال دون أن يبذر الغرور في نفسه ؟.

– الدراسات النقدية انتهت بوفاة الجيل الأول عبد الله علوان وعلوان الجيلاني وتوقف الدكتورة آمنه يوسف واخرين . الحاصل إلان مجرد قراءات انطباعية ..أحزن كثيرا عندما أرى جيلاً كاملاً لم يعش متعة زمن الدراسات النقدية كما عشناه نحن ..مسكين هذا الجيل

** في أحد أعمالك الروائية وهي مشروع ابتسامة تركت الإهداء فارغاً يا ترى ما دلالة ذلك ؟ هل لا أحد يستحق أن تُهديهِ هذا العمل الجميل أم أنه بُخل أدبي بامتياز ؟.

–  لم يعد أحد لدي من أهديه الزمن لم يأتي بأفضل .

** لمن تقرأ حالياً من الكتاب في مجال القصة والرواية يا عزيزي ؟ وهل للرواية المترجمة حضور في اهتمامك ؟.

–  القراءة فعل يومي لأنها ذروة متعة الحياة.

** البعض يتهم مؤسسة اتحاد الأدباء والكتاب اليمنين بأنها محتكرة لمجموعة من الأدباء المسنين ولم تحظَ بدماء جديدة وشابة من قبل الأزمة التي تعصف باليمن . . من وجهة نظرك كيف تقيم أدى هذه المؤسسة وهل فعلاً بأنها ضلت محتكرة من قبل مجموعة أشخاص فقط .

–  أقولها لك صراحة الجيل الجديد يريد ان يحول اتحاد الأدباء إلى جمعية خيرية ..بينما دوره أكبر بكثير .. حين يتفهم الشباب دور الاتحاد والا سيبقى الصراع قائما بينهما .

** هل هناك ثمة نصيحة توجهها لمن عزم الأمر في السير على هذا المضمار وهو كتابة الرواية ؟ .

اكتب واكتب فقط

** كلمة أخيرة تحب أن توجهها لجمهورك وكل متابعينا الكرام؟.

– أحمي شخوص قصصك ورواياتك.. اعتني بهم كما تعتني بأولادك ..اذا قدت شخصية إلى نهاية صادمة كافئها بالحب ..اعتبر كل من حولك في الحياة الواقعية شخصيات لا عمالك.. هل ستؤذي أحدهم ِ.أثق ..لا. لن تؤذي أحدا . حاوره / الأستاذ عبد الرقيب طاهر .

 

 

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!