أوَّاه يا وطني/د.محمد عدنان كمال

.
سال المداد دما في الشام واليمنِ
………..والقدس أندلسٌ ما عاد من وطني
بغداد نائحة تبكي الحمام بها
…………..والأيك وارفها قد جفَّ بالمؤن
ومصر تحسبها ما خاب طالعها
……….والجرح نازفها نامت على المحن
والحزن متشحٌ بالناس ساكنها
…………لم يبرحِ الناسَ فيناتٍ من الزمنِ
فالناس ساغبة والموتُ مُهْلكها
…………..عاشت بلا عسلٍ دهراً ولا لبن
عمياء لم تبصر الأنوار من غُمَمٍ
……….كأنَّ عيش الورى في ليلها الدُجَنِ
أطأطيء الرأس لا رفضٌ يخالجني
………غدا التخاذل من طبعي ومن سنني
أُبديه خدَّاً إذاً ما شاء يصفعني
…………وما حرمْت ُيدأ صفعا على بدني
راح الزمان الذي أودعته صعداً
…….وساء بؤسي وما قد خلت من فطني
وما خشيت الثرى ردْما على بدنٍ
……..فالكون قبري وما أبدلت في سكني
ما الموت ترْبٌ ودفنٌ عند فاجعةٍ
……….وإنما الموت دفنُ النفسِ بالشجنِ
رباه فانزعْ من الروح التي سكنت
…………جسما عليه دنت ليست بمؤتمن
رباه إني بهذا الحزن مرتهن
……..والنفس قد وهنت في السر والعلن
يا موطنَ الحر هل للحر من أملٍ
….من حيث ندري ولا ندري من الوسن
يا ليت نفسي توارت في سفائفها
…………..لعلَّها طَهُرَتْ من شدَّة الدرنِ
فالماء آسنة في العين ما اندفعت
………….وكلُّ مرأى لها قبحٌ من العفنِ
أين المفرُّ وكل الناس يلحقها
……….سهمٌ من الذلِّ أو طعنٌ من الفتنِ
يا ليت موتا من الأعداء كان بنا
……..ما هزني الموت إن متنا بلا ثمن
لكنَّ موتي على أيدٍ تخاصمني
….والحق في جعبتي والموت في وكني
أسيح في الأرض من أهلٍ وعاديةٍ
…..كالطيرفي الهجر لم يركن على فنن
غدوت بعدا ودمع العين يغمرني
……..ألقى المنايا وعين الله في وطني
.

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!