حكايات حان وقتها

ناصر ميسر 

 

وأثناء خطواتنا في الحياة نجد الكثير من الحكايات التي ترويها لنا وجوه العابرين على طرقات الامل .

حكايات لها متعة لا متناهية وخصوصا عندما تسترق النظر لوهلة الى قائلها فتجد الدمعة في عينيه او تجد البسمة على شفتيه او تجده يروي لك بطولاته ويصمت فجأة وينظر الى المدى فترى في عينه سفر السنين وتلمح فيها جنون  لحظات الذكرى .

وتجد البعض يحكي لك بحماس رواياته القديمة ، ومن شدة صدقه في تلك الحكايات تجدك بدأت تعيش معه تلك الاجواء الجميلة ، وتشعر بأنه يرى تلك الليالي في تلك اللحظة ، بل وتشعر بأنه يشتم تلك الروائح العتيقة حيث تشعر بأن الذكرى تسكنه وتزفه الاشواق للماضي الفريد ، حقا .. في تلك اللحظة لا تملك إلا ان تقول هنيئا لمن يقفون في الطرقات يبحثون عن تكسي عابرة ليخرجوا منها بكلام  حان وقته ، وكان لهم الظفر بروعة تلك الاحاديث الرائعة  فالذكرى الجميلة لا تخفى والقلوب المحبة لا تنسى جمال الحياة حتى لو كانت تعيش الان  في حاضر مؤلم .

حكايات تروى لك حول كوب من الشاي ، وفي  مقهى عابر وسط مساء ساخن ورطوبة عالية ورغم هذه الظروف الصعبة تجد نفسك في لذة لا متناهية وفرحة لا يساويها شيء من متعة ما ترى وصدق ما تسمع .

اشعر بان كل شيء مقسم حتى الكلام مقسم فتجد انه اذا حان وقته لابد ان يخرج في مقهى او تكسي او وسط مكان انتظار في مستشفى ، او حتى في بقاله عابرة ، او محطة بنزين ، او في أي مكان .. وإذا خرج هذا الكلام  فقد يكون لصديق ، او قريب ، او حتى غريب .. ويا لغرابتنا .. فمع الغرباء قد نتكلم  لهم اكثر مما نتكلم  للأقارب والأصدقاء ، ومقياس ذلك الكلام يكمن في راحة القلوب لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( الارواح جنود مجندة ما تآلف منها أأتلف وما تنافر منها اختلف ) فهي ارواح تلاقت وساهم تلاقيها في خروج حكايات حان وقتها

عن ناصر ميسر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!