لستُ سيئاً / بقلم محمد تقي

كُل ما في الأمرِ
أنّي كُلما رأيتُ فراشةً أبتلعتها
وأسرعَتُ للطيرانِ أليك
أو بكاءً على طيفك البعيدْ ..
يا ليت موتي فيك كان مكتملا
حيثُ لا صحو منه
ويهجُرني المساءُ كما الصباح
وأنت أنت
كالصدى بين القبورِ
ينّهشُ جسدي كُلما طال النشيدْ ..
دمعي يجرح وجّنات التراب
والهواءُ يمضغُ آهات الحنين
يصفعُ خدَّ الذكريات
يحملها أليك و يتوسلُ أن تعود
وينتصرُ الرحيلُ على الوعود
في ليلةٍ تبكي على الجُرحِ الجديدْ ..
لا العمرُ عمرٌ كالذي كنا نعيشُه
فنختِمهُ شهقاتٍ صغيرة
والأرضُ جائعةٌ لأجسادنا
ترتوي فتنتفِخُ بطنُها
مثلَ عينٍ حُبلى بالدموعِ
لا وجهَ يُأويها لإجهاضِ حزنها المديدْ ..
ولا الأحلامُ تكفيك كي تُضمد ما تسكبُه العيون
ولا الأيامُ تجعلك سعيدْ ..
تلك القبورُ ياوجعي منازلُ الراحلين
يُخبئون الحُبّ بين عظامِهم
كُلما زارهم حيٌّ على الأرض طريدْ ..
ما زال وعدُك معلقٌ في دمي
يبحثُ عنك
ليحققَ بعضاً من الأحلام ..
ما زالت تختبئ خلف قضّبان صدورنا
كي لا نفيق من الموتِ المبعثرِ في المنام ..
ليلي الذي يُمسي مثقلاً بالذكريات
كُل ذكرى تنزف صورةً في خيالي
تشهقُ بآخرِ ” أُحبُك ” قبل الحِطام ..
صدقني .. مقدسٌ كل حرف جمعنا
روحاً وجسداً على مقصلةِ الوقت والسِقام ..
يكتبُني حُزنك والدموع تُمحيني
وأنا يعقوبٌ يبكيك فقداً
ولا أجدُّ قميصك كي أشفى ويحييني
تهوى الرحيل ولا تنساه
وأظلُّ وحدي مبيض العيون
كلما هبَّ نسيمٌ منك يُبكيني
ما الذي جعل الرحيلَ محتوماً
ما الذي قطع وعودنا معاً
أرجوك صدقني
لستُ سيئاً ..
غيابُك يذبحني من الوريدِ الى الوريدْ ..
كُلما سال دمي كان طيفك يصلبُني
أنا أريدُ أن أموت
أرجوك
إقتُلني ..

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!