قد أخبرتك كثيرا أنك مرآة صادقة ..
لكنك تعرف أيصا أن المرآة لا تعكس نفسها .
هي غائبة دوما .
لذلك ينتابني الشك حول ما أراه منك ..
فالانعكاس عكس بالضرورة .
لكن ذاك المدى الذي يهرب كثيرا في التمني ، شديد الغواية ، ملحاح شرس .
لم أستطع غض الطرف عنه رغم كل المزايدات التي وضعتها على طاولة التخلي ..
ذاك المدى رصصته من سنوات على كتف الرجاء ..
و عجنته بنكهة الفقد اللذيذ..
و لونته بالريح العتيقة للتيه ..
..
كيف بعد كل هذا يمكنني تكسير هذه المرآة ؟ و هو يتوهج بالشغف كلما عكسته ؟
كيف أتقي شظية نافرة تتورط في جرح لون الريح ؟
و أصفو بلا انعكاس و لا مرايا