موت مؤجل / بقلم : عبد الغفار العوضي

أحب الكتابة بدمى على الجدران،تجعل الروح صادقة فى نزيفها

الاعتراف يجعلنى أخف وزنا عندما تهب عاصفة

فأطير بدون آثام تثقل القلب

(1)

الزمن أخر ما يجعلنى أفكر فى الهروب،الهروب بوسائل متخيلة ..كالإنتحار ..أو العزلة التى أختارها ..الاختباء الأعمى بعيدا كغزالة فى غابة مكشوفة..

اقتناص الرغبة مثل بومة تعيش فقط من أجل توسيع عينيها على رؤية الفريسة

(2)

مع كل ترس يتكسر،تنفرط حبة رمان من عنقى الذى يلف فى دائرة لانهائية

تضمر عضلاتى

كعجوز لا أستطيع ضيافة الحكايات لأنى ربيت كلبا أسود كبيرا على باب بيتى

وأنا الآن مصاب بالألزهايمر

أطلق الرصاص على الغرباء

وأدفنهم فى الصباح

بينما أحك جلد يدى المتعرقة حتى أصل الى العظم

حينها أدرك معنى الألم

(3)

رسمت كثيرا من النساء على الجدران،المرأة أكثر ما يقنع العقل على التخلى عن فكرة الموت شنقا

داخل غرفة من النبيذ المسفوح

على سقف من المرآة

التى تسخر من هشاشتى المطلقة

كرجل

لم يستطع تقبيل امرأة حقيقية

،

المرأة بديل مؤقت عن جسدى الحقيقى

أبحث فى لحمها المر عن سكر مفقود تتخيله الوردة

أبحث طويلا داخل غابات من الشهوة

الشهوة التى كانت منذ البدء مجرد فخ

للإيمان بعقيدة خرافية

لا تصل إلى الجنة ..

 

أعجز عن اللذة بدون غرز الأظافر فى جسد آخر

المرأة هى وسيلة غامضة للوصول إلى سبب حقيقى للحياة

دون جدوى

….

لذلك لا أميز فى مقبرتى بين العظام المختلطة، بعضها ليدى التى انتزعتها بقسوة..لأننى لا أستطيع امساك الرائحة من جذورها الأولى ..الغضاريف تجعل يدى عاجزة عن الرقص الفوضوى بلا نهاية

لذلك أكره العظام

وأحب الديدان لأنها لينة وطرية جدا وبلا أسباب لكى تكره نفسها

حتى أنها تأكل نفسها

لمجرد أن روحها بدأت تموت

ودب العفن فى أطرافها .

 

 

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!