هذا هو الرجل الذي تخلى عن دوره وترك القوامة لامرأته!!!

ناصر ميسر 

فإن سألت من يقوم على شؤون الأبناء ؟ وجدت المرأة !! من الذي يحاسب ويدبر ويذاكر ويبيع ويشتري ؟ إنها المرأة !! من الذي يتابع ويدقق ويسهر ؟ إنها المرأة ؟

المرأة !! نعم إنها المرأة ، فأين الرجل إذن ؟ لا تقل لي ذاك رجل بل قل ذكر أو شبه رجل

فأين الرجولة !! ممن لا يرى أبناءه إلا وهم بالفراش نيام ، أين الرجولة !! ممن تنصل من مسؤولياته فأصبح فاقد الأهلية مغيب العقل مبتعدا عن الواقع يهيم بخياله في الترف والملذات كأنه عروس نائم لا يريد أن يصحو من سباته ليفجعه الواقع المر أنه رجل ، وأنه مسؤول وأن عنقه مرهونة بأبنائه ومن يعول وحق عليه قول النبي صلى الله عليه وسلم :» كفى بالمرء إثما أن يُضيِّع من يقوت

ضيعهم وما عاد يبالي ، يقضي حياته بالدواوين والمخيمات والمزارع والجواخير ، وحين يدخل بيته فهو حاضر غائب ، بجسده حاضر وروحه تحلق حول شهواته وأسماره ، منشغل بألعابه وبرامجه على جواله ، يغضب أشد الغضب إن سمع صراخا أو عويلا ، ويتأفف من السؤال ولو كان من زوجته ، لا يقبل أن يوقفه أحدٌ على مسؤولياته أو يذكره بواجباته ، لا يعطي أحدا حقه حتى زوجته !! إلى أن ضاقت به ذرعا لولا أبناؤها ، وطفح كيلها لولا عيالها .

فلو تخلت هي كما تخلى هو لضاعت العيال وأهدرت الأموال وتشتت الرأي ، وخربت الديارُ قبل أوانها .

والسؤال إلى متى ستظل رجلا على الورق ؟

العلاقة بينك وبين الرجولة قلم حبر كتب ذكر على بياناتك فقط .

فمتى ستعود يارب البيت لتضطلع بمسؤولياتك ؟ كيف تجيب ربك إن سألك لم أهملت ولدك وتركت تربيته ورعايته ، لِم لم تُرَبِّ ؟ لِم لم تُعلِّم ؟ لِم لم تُذكِّر ؟

فماذا سيكون جوابك ؟

ألك وجه تستطيع أن تقف به أمام ربك ، ولسان تخاطب به سيدك لتقول : يا رب تركتهم لزوجتي !! فهل كانت زوجتك هي صاحبة القوامة أم أنت ؟!!

من بيده عقدة النكاح ؟ ألست أنت

من الذي يقود سفينة النجاة من النار ؟ ألست أنت !!

من المقصود بقوله جل وعلا : « يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا

ألست أنت !! وما مصير أبنائك إن تخليت عنهم ! من يرشدهم ؟ من يحرسهم ؟ من يذكرهم بالله ؟ من يأخذ بأيديهم إليه ؟ ويدلهم عليه ؟ ألست أنت ! فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته .

وما مصيرهم إن كانت الأم كذلك مستهترة فاشلة ألا يصبح الأبناء وقتئذ أيتاما حتى وإن كنتما أحياء ، فكم من حي وهو وسط الناس ميت ، وكم من ميت وهو حي بيننا بدينه وعلمه وأخلاقه وميراثه من التربية لأبنائه وحسن تعليمهم وتأديبهم، وصدق القائل :

ليس اليتيم من انتهى أبواه من هم الحياة وخلفاه ذليلا…

إن اليتيم هو الذي تلقى له أما تخلت أو أبا مشغولا .

فأصبحت المرأة هي ولي أمر الطفل تجدها في المدرسة ، في المستوصف ، في المستشفى ، في الجمعية ، في السوق لتؤمن احتياجات أبنائها وكل ذلك بغياب الزوج ( الحاضر الغائب ) .

وإن سألت أين الرجل ؟!!

لا تجد إجابة إلا أن تقول : حدث أمر صعب في مجتمع متساهل وهو تبادل الأدوار

ألا فلتعد إلى دورك ولتتبوأ مكانتك . ولتستعد رجولتك وقوامتك ، فلن يستقيم بيت بغير رقيب أو حسيب أو معلم .

وأنت كل هؤلاء ، أب عطوف ، زوج رؤوف ، صاحب شغوف ( قوامتك ، رجولتك ، حياتك ، وجودك ) مرادفات لا يغني بعضها عن بعض ، فإن فرطت في قوامتك ضاعت رجولتك ، وإن فقدت رجولتك تخليت عن وجودك ، فلا حياة تحياها بل أنت ميت وإن كنت تمشي وسط الأحياء . فكن كما أرادك الله واثبت على دورك المنوط بك وقد سفينة أهلك إلى شاطئ النجاة لتنال رضا الله رب العالمين ، وتفوز في الدارين وتكتب في سجلات الخالدين الفائزين

عن ناصر ميسر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!