ثقبُ هواك الأسود / بقلم :روان سمحان

 

في عَينَاك كانت البدايةُ والنهايةُ.

غُصت عميقاً في ثقبِ هواكَ الأسود

امتَصَ كلَّ ما لدي

كان حُبكَ بالجاذبية الكافية  لايقاعي في أعمق أعماقك

لتكون اللانهاية في الفراغ المتلاقي بين حاجبيك

كنتُ أنا هناك… أطفو بلا جاذبية

وأشعر أن دمائي غير موجودة وأن روحي محلقة

لكنها متصلة بك بشكلٍ ما

عيناك  سبحان المعبود

ليلٌ طويلٌ لا حدود له

ولا فرحة لبزوغ الفجر إلّا حين تسمعُني أنطقُ أحبك

فيخرج الفجرُ في ولادته الأعظم

وتتغير الملامح والحدود  بل أتغير أنا أيضا

لا أعلم إن كنتَ تدرك ما أهذي به حقا

ولكني على يقين أنك تشعر بالانعتاق الذي أشعر به معك

هل سمعت يوما كيف يولد النجم الجديد

سديم مختلط من الغبار

والغازات تندمج معا  لتتناسق بسرمدية أنيقة  تشتعل لسنوات طوال

لكنها تموت أيضا

أظن أنها تموت عندما تشعر بالخيانة أو عند شعورها أنها لا مجال لها في سماء واسعة مليئة بغيرها من النجوم

تشبهني جدا

فأنا اود لو أكون لوحدي في سماء حبك

لا زال يساورني الشك او يخالطني شعور بالازدواجية

ازدواجية في المشاعر والوجود والحب

ازدواجية مبهمة لا أعلم مصدرها

تحبني أعلم ذلك جيداً لكنَّك تشعرُ بالنصر عندما تحيطك المعجبات  أظن أن انجذاب لروح الكاتب فيك والانبهارة الأولى

كانت أيضا سببا في ضياعي أو غيرتي

فتلك الابتسامة المختلطة بالسمرة  والصوت الأجش الرجولي كاف تماما  لأغوص عميقا بكامل ارادتي في ثقب حبك الأسود

الأشد سواداً

الأجل شأناً

لأبقى كتاباً بلا عنوان وأوراق جافتها الحروف  قصة من خيال ونجمة بعيدة المنال

ولتبقى قارئاً أعمى  عيناه مفتوحتان ولا يبصر     يتنفس ولا يعيش

يطوف بقاع الأرض ولا يصل

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!