أجملُ ما في عينيكِ / شعر : الشاعر مظهر عاصف

أجملُ ما في عينيكِ أن فيهما النعاسُ والأرق
وفيهما النيرانُ والصقيع
وأنَّ رعشةَ الجسد
هي ذاتها السياطُ للجسد
أجمل ما في عينيك أنها تقولُ كلَّ شيء 
دونما كلام
وأن روحَك انعكاسُ روحي في الظلام
وأجمل النساء من تكونُ في القصيدة
وتسكن القصيدة
وأجمل النساء من تعود من خيالنا قصيدةً على الورق
فإن وإذ تبسَّمت تفيض بالألق

أجملُ النساء من تصلح لاحتساء قهوة الصباح قربها
أن تغني معها
وترفض الصيف معها
وتنأى عن الشروق بسببها
تصلح لأن تمسك بيديها حينما تمشي معها تحت المطر
تصلحُ ان تحيط خصرها عندما تدعوها للرقص
تصلح للحديث في السياسة
والنقد واللغات التي لا تفهمها
ثم تمارس النميمة والغيبة بلطافة الصغيرات
تصلح لأن تبكي كاذبة
وتضحك كاذبة
وتقسم أنها لن تعود لحضنك كاذبة
وعندما تعود تشعر أنها أصدق من في الأرض
رغم أنها كاذبة
تصلح أن تصهل تحتك في السرير
وتلتهم شفتيك وعينيك وأذنيك
أن تلبسَ القصيدةَ كالحجاب
وبينما تراقبها بمشاعر مختلطة
وهي تتعرى أمامك من القصيدة خجلى

الحب ..
أن تتوحد بامرأة تبتعد عنك كثيرًا
وتقترب منك كثيرًا
تُسكنك في البعيد
وتحتلك دونما حرب
الحب أن ترسمها كما وشت لك الأزهار عن حقيقتها
وأن تمارس استحضار القصيدة فوق كفيها
أن تدعوها للرقص والقتل والجنس والعفو دونما حاجة لذلك
الحب أن تخاف أن تعصرها من خوفك
أو تروعها من حرصك
وما بين كل دقيقة ودقيقة تسأل الفراشات عنها
وتسأل نفسك : هل قصرت يا ترى؟

أشتم هذا العطر
أخاف أن أحدثك جالسًا فأقف
أخاف أن أكون قصيرًا إذا جلستِ أمامي فأقف
هو الخوف من التحدث للزنابق جالسًا
ومنتخبات القصائد قاعدًا
هو الخوف من أن لا تطاوعني القبعة لرفعها إذا ما حضرت فأقف
وكفي للمصافحة فأقف
وشفتي من الذهول لتقبيل يديك فأقف
لأن هذا العطر
على عكس الطبيعة
فالريح هنا تسبق الضوء
ثم يسبقها إذا ما رحلت الضوء……

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!