كلُّ المجَـازاتِ جَـاءتْ منْ مُخيِّلتي
فاشْتدَّ ظَهرُ المعَاني واسْتوَتْ لُغتي
وَتــــاهَ صبْرٌ بظهـرِ الغيبِ أَرْصُـدُهُ
فَصـارَ صُندوقُ وضَّـــاحٍ بأَرْصِـدَتي
مذ قال لي تبعٌ من أنتِ قلت له
بلقيس من عرشها طرزت أخيلتي
تَركتُ في قَــارِبِ الأَفْكَــارِ أشْرِعَـةً
حَصرْتُ نِصْفَ انتِهَائي في مُقَدِّمتي
وقـــالَ منْ قَـال إنِّي كُنتُ سُنْبُلَــةً
تخطّـفُ الطَّـيرُ حَبَّــــاتي وأَوْرِدتي
فَـلي بِـلادٌ و جفَّ التُّـرْبُ مِـنْ وَجَـعٍ
ولــي ريـــاحٌ تُثِيرُ الـنَّقعَ فــي رِئَتي
أجيءُ منْ مَنْطقِ الأحـلامِ هُـدهدةً
وَتَـــارةً نَقشَ نَصْـرٍ ســارِداً سِمَتي
مَا كَانَ لي رُكنُ بَـوحٍ كي أَطُوفَ بـهِ
تُرِكتُ رُكْنَــــاً يَمَـانِيَّــــاً بِــهِ جِهَتي
جـاء الـبـشيرُ وألقى مَـا يُعِيدُ بِـــهِ
عينَ ابْتِهَـاجي ؛ فَولّى دونَ مقْـدرةِ
يا رَاصِـداً فكرةَ التَّـاريخِ هلْ كُتِبتْ
مَعَـادِنُ الـنَّاسِ بالأَفْعَالِ والصِّفَـةِ
تـفَرَّقَتْ أَيْـدِ مـنْ كَـانوا عـلى ثِقَـةٍ
قالوا طَغى المَاءُ صَارَ الحزنُ منْ فِئتي
أَنَـا اليَمـانيُّ أصلَ الخَـلقِ قَــاطِبةً
قحْطانُ عَدْنَانُ نسْلُ الضَّوءِ مِسْبَحَتي
كمْ بَاحتِ الأرضُ بالأقوامِ مَا هَرِمَتْ
سـهـلٌ وأودِيَــةٌ و الطِّـينُ فَلسَفَتي
يـا فَـارداً فـي جبينِ الغَيمِ أَجْوِبَــةً
قـدْ حَـانَ أَنْ تُشْرِقَ الدُّنْيـا بِأسْئلَتي
هلْ سافَرَ الوقتُ صوبَ الشَّمْسِ نافلةً؟
و عَادَ لي من سُهيلٍ مِلْءَ بَوصَلتي