أنين الحزن / شعر سعاد محمد

أَيُنسى في الغيابِ أنينُ حزنٍ
وتطمَرُ دمعهٌ هلكت عذابا.

ونركل صمتهم حتى نجافي
ونبغض بعدهم ونلوذ بابا

تنادي في البرايا قلب عطف
فلا صوت يرد الصوت آبا

وراح الظلم يهطل كل شبر
فأصبح مثلما الأرض الرغابا

وإن الشوق يفتك عشق قلب
فجاريه بما يهوى وطابا

وراح البحر يشكوه انكسار
يكفر سوء غربته انتيابا

فأين الأمس من ذكرى رحيلي
وأين القوم من كانوا صحابا

أظنوا بعدهم في القلب يرسو
وأن جفاءهم أمسى صوابا

فرفقا يا فتون النفس رفقا
فاني بالصبا صرت المصابا

وبعدك زاد في الآلام حتى
بروح القلب أوقعت العقابا

فأثملت الجراح سكون نفس
وذاقت في الحيا شهدا وصابا

فدع عنك القوافي حين تلقى
من الكلمات ما يرمي عجابا

فجبت محافل الماضي لعلي
طمرت مآثري بيدي انتسابا

تحدث للسماء وجد بوصف
تباهيه العلا حتى السحابا

فلولا الدمع ما ارتاحت نفوس
ولا غسلت بما فينا اضطرابا

وفي هذا الزمان يجوز حزن
على الأحوال ما فيها صعابا

كأن النحس مهنتهم فخلوا
جميع الكون يدعوهم غرابا

وراحوا في البرية محض شر
أطاح بكل مملكة غلابا

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!