إلى متى/بقلم:عبدالعزيز الصوراني

كَفُّ الفَناءِ على الكُهُولَةِ رَبَّتا
مِن ثمَّ قالَ أيا عُبَيدُ
إلى مَتَى

فأجبتُهُ
تأتي المَنايا بَغتَةً
والقَمحُ يَومَ حَصادِهِ لَن يُبغَتا

ماذا يُفيدُ الرَّبتُ آخِرَ شَهقَةٍ
إن كُنتُ بَينَ المِيتَتَينِ
مُـــشَـتَّـتـا

ما الـفَــــــرقُ
بَينَ القَبرِ دُونَ مَنِيَّةٍ
والقَبرِ إن كانَ المُفارِقُ مَيِّتا

في آخِرِ الأنفاسِ أُبصِرُ وَردَةً
مِـن دَمـعِ شُـــبَّاكٍ
يُراقِصُها الشِّتا

أرنُــــــــو
لِبابِ الدَّارِ إذ يَحلُو لَهُ
قَولُ الصِّغارِ مَعَ الضَّجِيجِ أبِي أتَى

للبابِ شَجوٌ
ما فَهِمنا بَــوحَهُ
حَتَّى سَمِعنا اليَومَ لَحناً مُلفِتا

مِن دَرفَةٍ تَشدُو كنَوحِ رَبابَةٍ
ما إن تَشي بالحُزنِ
حَتَّى تُكبَتا

مازِلتُ أُومِئُ
في الزُّقاقِ لطِفلَةٍ
مِن خِدرِها اختارَ البَنَفسَجُ مَنبَتا

وأعِيشُ في دَورِ المُتَيَّمِ قِصَّةً
أبقَت حُرُوفِي دُونَما
أن تَبهَتا

نَبَتَت على
شَفَتِي مَزارِعُ قَهوةٍ
وتَرَشَّحَ المَنفَى ويأسِيَ صَوَّتا

تِلمِيذَةٌ عِندِي
حُرُوفُ قَصائِدي
لَكِنْ إذا وَجَّهتُها لَن تُنصِتا

ما كانَ للطِفلِ المُشاغِبِ في دَمِي
إن صُودِرَت ألعابُهُ
أن يَصمِتا

إنِّي خَرِيفٌ
عابِرٌ وبِمُقلَتِي
كادَت نَوافِذُ حَيِّنا أن تُنحَتا

قَبَضَت عَلَيَّ كُهُولَتِي مُتَصابِياً
لَكِنَّ غِرَّاً مِن عُيُونِي
أفـلَـتـا

الآنَ أُبصِرُ
في الحَدِيقَةِ زَهرَةً
تُهدَى لتِلكَ البِنتِ مِن ذاكَ الفَتَى

يا دارُ كَيفَ لِمَن دَنا مِن حَتفِهِ
ورآكِ في سَكَراتِهِ
أن يَثبُتا

أحتاجُ عُمراً
لا يُكَدِّرُهُ الرَّدَى
أحياهُ دُونَ الشَّهقَتَينِ لأسكُتا

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!