قابَلتُكِ ويَقـدُّ الصبحُ وافيـا
لسَعيرِ اليَومِ وليس الفِكرُ هاديا
إنـكِ سَمَارُ تلاوينِ الطبيعةِ
والجَسَدُ يَدكُنُ لعَبقَةِ الليلِ وافيا
وما أدراني لِـمَ أجفَلَ البدنُ
وذهبَ القلبُ في الحَلكةِ مُناديا
غِمارَ حُبٍ لِمن عاكَسَتني العِرقُ
وجَمرُ الأعينِ مَادَ حُنُوّا شاكيا
إنكِ من غير مِلَّةِ نُحى الكونِ
لِمَ يَخفقُ القلبُ وأمسى غاويا
أهو جِماحٌ لشهوةٍ هّدَّتْ الأبدانَ
وتُمعنُ كهَيمِ الأفراسِ تَماديا
لِمَ هاجَتْ دَواكِنُ النفسِ لِتَكشِفَ
ما إستفاقَ مِنَ الخُمُولِ المُتراميا
يَلتَمـعُ ذاكَ المَسامُ والمُحيَّــا
رقَّ أجفاني جَذَبَني الوجهُ الباهيا
لِــمَ تَتحـرقُ شوقــا وكأّنَّهــا
تُعاتبُ ثَوائِـرَ الهَيـمِ الغَوافيا
علَّهـا أَدرَكتْ فـي قِلَّةِ الثواني
ما جالَ برأسيَ ولَمْ تُبْـدِ تَوانيا
عن القبولِ إما رِغبَةً فيها كاسرةً
إما جَفْلاً عن وَجَعِ الدُّنيا وتَغانيا