يسخَرُ
الرّغيفُ من جوعي
ويتسلَّقُ أدراجَ المتخمينَ
أُلاحقُهُ
ّأذكِّرُهُ بعرقِ جبيني
فأنا من زرعَ القمحَ
وحرثَ الصِّعابَ
وحصدَ الحسرةَ وفقرَ الدَمِ
أطعمتُهُ راحةَ كفِّي
ونُعاسَ عيوني
سقيتُهُ كلَّ ما جادتْ به جروحي
مسَّدْتُ له عُنُقَهُ
قبلَ أنْ يغفو بالربطةِ
وحملتُهُ للبائعِ الجشعِ
وحينَ عزمتُ على شرائِهِ
أخذَ يفضِّلُ أصحابَ الكروشِ عنِّي
يقرفُ الرَّغيفُ منْ فمي
يشمئزُّ منْ بيتي
يحتقرُ أسمالي
يتكبَّرُ على جيوبي
يهزأُُ من اسمي
يعيُّرُني بوطني
يبولُ على صبري
يقهقِهُ وأنا أتضوَّرُ لإحتضانِهِ
على بعدِ أيَّامٍ أشتَمُّ رائحتَهُ
لا قيمةَ للعطرِ بحضورِهِ
يتلذَّذُ الهواءُ بأنفاسِهِ
يؤدِّي الماءُ له التَّحيَّةَ
والسَّماءُ ترسلُ له القبلاتِ
يتمنَّى القمرُ تذوُّقَ طعمِهِ
والمطرُ يهطُلُ منْ أجلِهِ
كيفَ السبيلُ لأحظى بمحبتِهِ
وأمرِّغَ شفتيَّ على صَدرِهِ؟!
وأغمِّسَ به
وجعَ عمري..؟!.