جنازة كتاب/شعر عبد الصمد الزوين/ المغرب

يَا كِتَابَ الرَّقِّ
هَذَا مَأْتَمُكْ
جَاءَ المُعَزُّونَ
وفِي لَيْلِ وَدَاعٍ دَفَنُوكَا
فَامْضِ فِي دَرْبِ هَوَاكا
فَغَرِيبُ الدَّارِ قَدْ أَفْغَرَ فَاكَا
أَيُّهَا الرَّقْ
قُمْ فَقَدْ أَشْعَلْتَ مِنْ
تَمْتَمَةِ الصَّمْتِ فَتِيلَ الأَرقْ
فَصِرْنَا مِثْلَ أَوْرَاقِ الخَرِيفْ
***************
لاَ تَفْتَرِشْ رَمْلَ الثَّرَى
فَالشِّعْرُ فِي لَيْلِ فِرَاقٍ قَدْ جَفَاكَا
قَدْ غَدَا مُتَّشِحًا
بَيْنَ الأَرَاضِي المَائِجَهْ
قَدْ صَرْتَ فِينَا تَائِهَا
بَيْنَ حُشُودِ الغُرَبَاءْ
مُنْدَلِقًا تَمْخُضُ هَمًّا
فِي دُجَى اللَّيْلِ البَهِيمْ
*************
أَفْرَغْتُ فِي لَيْلِكَ حُرْفِي
وَجَدَلْتُ الكَلِمَاتِ اليَوْمَ مِنْ
سَرْمَدَةِ السَّهْدِ
وَبَعْثَرْتُ قَصِيدِي
فِي فَرَاغَاتْ العَدَمْ
فَالعَيْنُ تَبْكِي وَغَرِيبٌ مَا ظَمَاكَا
يَا كِتَابَ الرَّقِّ
فَلْتَجْبرْ كُسُورَكْ
قَدْ تَمِيلُ اليَوْمَ فِي لَيْلِ دُجَاكَا
بَيْنَ نِيرَانِ الأَسَى وَ الذِّكْرَيَاتْ
بَيْنَ مَحَطَّات نُزُوحٍ واغْتِرَابْ
بَيْنَ رِوَاقِ الدَّهْرِ
لَكِنْ مَجْدُكَ البَدْرِي
سَيَبْقَى مَثْلَ رَوْضٍ
وَيَفُوحُ الشِّعْرُ مِسْكا مِنْ شَدَاك
ــــــ

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!