متسائلاً
وقف الفتى قدَّامَ صورتهِ وقد
برقتْ حنيناً في جوانبها الجراحُ
برقتْ جراحُ الصورةِ المكلومةِ التاريخ ِ تاريخاً يُباحُ
وقف الفتى متسائلاً
أعليَّ إنْ حطَّ الغرابُ على عريشةِ بيتنا
وعلا على جسدي نباحُ
أعليَّ أنْ……
أنْ أبتسمْ
أوَكلّما اقتلعوا غزالاً من دمي
أو أحرقوا
روضاً من الآياتِ في كفيَّ يسألـُني الورى
أنْ أبتسمْ؟؟؟!!
فلتـُقبلي
ولتخبريني يــا ريــاحُ
أيُّ الجهاتِ إذا أنا
غازلتها
ونثرتُ في شرفاتِها جسدي فدىً
وُلِدَ الصباحُ
فلتخبريني يا رياحُ
فلـ…………….
جهة ٌ جهاتكَ كلـُّها
جهة ٌ وحيدة ْ
جهة ٌ وأسندَ وجههُ للبحرْ
جهة ٌ، ولا جهة ٌ سوى
ما قد تشرنق في رؤاهْ
وطنٌ وحيدْ
وطنٌ ولا وطنٌ سواهْ….
وطني وأسندَ ظهرهُ للبحرْ
وطني أنا
فعلامَ إن قـُتـِّلتُ أو حُرِّقتُ كي تُبنى على جثثي هياكلُ حقدهم
وقف الجميعُ مطالباً
أن لا أذعرَ الأعداءَ في موتي وأنْ…………..
أنْ أبتسم؟؟؟!!
وطني أنا
نادى بأعلى صوتهِ
وطني أنا
وأنا
تباشيرُ احتراق الطائر الغافي على دمنا
ليُبعَثَ من رماد الموت كي يهبَ الحياةْ
فأنا الشهيدْ
ودمي بُراقي
فتهيئي يا أرضُ للمعراج ِ يا سرواتُ زيّنَّ السماءَ
ويا بلادُ تزلزلي
ودمي جهاتي كلـُّها
ودمي ملاذي
يا أنتِ يا جهتي الوحيدة َ يا انعتاقي
يا أنت يا………………
جهة ٌ وحيدة ْ .
جهة ٌ ولا جهة ٌ سوى….
وأماط عنهُ لثامَهُ
وحنى على البحرِ ساعدًهُ وهَدهدهُ وذابْ.
غنـّى الفتى
والموتُ يصعدُ نحوهُ
متهيّباً
متوجساُ
متجلبباً بعناقدِ الفسفور أو
متمترساً زبرَ الحديدْ
غنـّى الفتى
أهدى لغزة َ ما استطاعَ من النشيدْ:
يا بحرُ قمْ واغسلْ جراحكَ في جراحي
وارقب شموسَكَ حين تولدُ من صباحي
هيَ سوفَ تولدُ من دمائي
من دموع السروةِ الثكلى ومن
خفق ٍ تجاوبَ في جناحي
يا بحرُ وابذر في دمي
رملاً تعتـّقَ في الهوى
فغدا بأرضي جنـّة ً
وغدا سمائي
واملأ جراركَ من قداحي
يا بحرُ واسترسلْ على كفـّي لتزهرَ حينَ تزهرُ بالشقائق والأقاحي
(متفاعلن) متخايلُ
(متفاعلن) متخايلُ
متخــايلاً
يمشي على جمر الكرامةِ سروة ً
قطفت ثمار البرق من جسدِ السماءِ وخبأتْ
حُرَّ الصواعق والندى
في بردتين ِ من الهوى
ودم الشهيدْ.
متفاعلٌ متخايلُ
وأماط عنه لثامهُ
لتراهُ غزتـُهُ الغزالة ُ أنـّهُ
هو ما يزالُ من الوريدِ إلى الوريدْ
جرحاً يسافرُ نحو غايتهِ التي
هيَ في ابتهال الأمِّ للطفل الوليدْ:
(الــلـــــــــــــهُ بوئهُ الشهادة َ منزلاً
إنْ لم يكن نصراً سديدْ…)
وبأنـّهُ
هو ما يزالُ من الوريدِ إلى الوريدْ
جرحاً يفيضً على الغزالةِ عشقهُ
كي تستدلَّ بمسكهِ
وقميصهِ
وبما تخضب في يديهِ من الترابْ
أنَّ الفتى
هوَ ما يزال
ملءَ الإهابْ.
أنَّ الفتى
رسم الطريق إليه عبر سلالة الشهداءِ
كي يجد الحياة ْ