إعتكرَ المَوجُ وإسطَخبَ بالحريةِ ظنينا
يَنجرفُ غضبا ويَدفقُ الرذاذَ حنينا
يَشبُ عمدا في تدرُج إنحدار الشطآن
ينحو الإنتحارَ ويَفتَك هولَ السكينا
تتوالى بخِضَّمِهِ الأنواءُ دون إستكانةٍ
تَبري الصخورَ تنكفىءُ تُصدِر أنينا
لا تَهيبُ الأوجاعَ تزيدُ الأمراسَ
تَنشَطُ مع الريح تفورُ بالغَمر بَراكينا
وتَنهَدِلُ في السفح لا أزمنةَ لها
تعودُ النؤَ حتى تَهلكَ ولـنْ تستكينا
حتى تَتشتَتُ في الفراغ كمَنْ فقدَ
الرجاءَ كيف لجبَّارٍ بقوتِه أن يَستهينا
من رأى عنادَ الأمواجِ حينَ تُذَّري
رمالَ الشطوط لا هدأةَ لها ولا معينا
تُهشِّمُ الصخرَ ولو تكسرتْ به أهو
طموحٌ أم وجعٌ كان بِعمقِها دَفينا
أهي مذابحُ الخوفِ ودمْعُ الرَحَى
يفورُ من مَعجَنها الألمُ وينطَرحُ عَجينا
غمرٌ يُحيي التربةَ ويَزجرُ عليها إنحسرَ
بين ضفافها أمسى بالأسر حزينا