خيلٌ بين مائين/شعر: صيام المواجدة

دَبَّجْتُ للكَـرَك الشّمَّــــــاء مـا سُبِكـا
مِنْ حِلْيَة القولِ واسْتَسْمَنْتُ ما نُسِكـا

أسْـرَجْتُ خَيْلِيَ شِعْراً في مَحاسِنِهــا
والهَدْيَ سُقْتُ لهـا مـا سـامَ أو بَرَكـا

إمَّـا زَهَتْ مُدُنٌ بالطَّيْرِ تَقْصِـدُهــــــا
هذي مُــؤابُ غَدَتْ للخَيْــلِ مُعْتَرَكــا

مـا بَينَ مائينِ قــدْ مَدَّتْ عباءَتَهـــــــا
مِنْ عِزِّهـا رَوَت الآبــــادَ والفَلَكـــــا

مـا زالَ مَوْقِدُهــا للضَّيْفِ داعِيَـــــــةً
مـــا ضـاقَ مَنْزِلُهــا أو بالكَثيرِ شكـا

بَـــوَّابَةُ الفَتْحِ إنَّ القُــدْسَ تَعْرِفُهـــــــا
والُكُلُّ يَعْرِفُهــا مَنْ قـــامَ أو سَلَكـــــا

يـا حُرَّةً حَفِظَ التَّـــاريخُ عِزَّتَهـــــــــا
مَهِيبَةً لمْ تُضَـمْ والعِـرْضُ مـا انْتُهِكــا

مــا زِلْتِ صامِدَةً أعْيَتْ مُناوِءَهـــــــا
لم تَعْبَئي أبَـداً إنْ شــــــانِئٌ فَــرِكـــا

أنْتِ الأصيلَــةُ حتَّى الرِّيحُ مــا لَحِقَتْ
مَنْ شَــدَّ في سَبَـــقٍ أعْيَيْتِـــــهِ دَرَكــا

أرْخَتْ على أهْلِهــا أسْتارَ مَنْعَتِهـــــــا
ما ضِيمَ ساكِنُهـــا لو لَيْلُهــا احْتَبَكـــــا

مِنْ قَبْلِ (ميشَعَ) والأنْواءُ تَقْصِـــدُهــا
مــــا لانَ جانِبُهــا أو خادَنَتْ مَلِكـــــا

خَطَّتْ على صَفْحَة الأيَّــام قِصَّتَهـــــا
ارفعْ بِرأسِــكَ إمَّــا تَدْخُــــل الكَرَكـــا

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!