مَتَى سَنُشْفَى مِن الأَوْجَاعِ يا وَطَنِي
فَمُنْذ مَهْدِ الدُّنَا لم تَسْتَرِحْ سُفُنِي
نَـمْـضِـي سَـوْيَّـاً بِـآمَـالٍ مُـمَـزَّقَـةٍ
وَنَـمْـتَطِـي صَـهْـوَةَ الآلَامِ والـمِـحَـنِ
أَنـا وأَنْـتَ كَـسِـفْـرٍ مَـاتَ كَـاتِـبُـهُ…
كَـعَـزْفِ نَـايٍّ أَتَـى بِالآهِ والـشَّـجَـنِ
أَنَـا وَأَنٔـتَ نُـقَـاسِـي غُـرْبَـةً وَجَـفَـا
فَـغُـرْبَـةُ الـرُّوحِ فَـاقَـتْ غُـرْبَـة الـبَـدَنِ
أَنَـا وَأَنْـتَ وأَحْـزَانٌ نُـكَـابِـدُهَـا…
فَـنَنشُدُ الحُبَّ.. هَلْ لِلحُبِّ مِن سَكَنِ؟
نَتُوقُ لِلسِّلْمِ كَالعَطْشَى … بِلا رَمَقٍ
ضَاعَ السَّرَابُ؛ فَضَاعَتْ أَيْكَةُ الفَنَنِ
أَيْدي السَّلامِ كَأطْرَافِ الجَدَائِلِ.. ذِي
فِي فُرْقَةٍ وَ الْتِفَافٍ تَبْتَغِي مُدُنِي
لَوْنُ الرَّمَادِ عَسَاهَا اليَومَ تَصْبَغهُ
بِلَوْنِ سَـعْـدٍ بَـهِـيٍّ غَـيْـرَ مُـمْـتَـحَـنِ
فَكَمْ شَرِبْنَا بِكَأَسِ الحَرْبِ حَنْظَلَهَا؟!
مَنْ يَسْقِنَا مِن شَرَابٍ سَائِغٍ أَسِنِ؟
فَـنَـلْـثُـمُ الـنُّـوْرَ إِن دَارَتْ عَـقَـارِبُهُ
وَدَقَّـت الـسَّـاعَـة الـبُشْـرَى بـلا زَمَـنِ
وَيَصْمُتُ الكَوْنُ وَ الأَجْرَامُ ثَابِتَةٌ..
لِتَرْقُـبَ الـمَـوْلِـدَ الـمَـنْـشُـوْد لِـلْـيَـمَـنِ
وَتَسْتَعِيْدُ الرُّبَى الخَضْرَاءَ رَوْنَقَهَا
فَتُزْهِرُ الشَّمْسُ .. هَذِي دَوْرَةُ السُّنَنِ