يا من جعَلْتكَ في الهَوى مِحْرَابِي
يا نبض قلبي المغرمِ المُتصابِي
كَمْ قد شَدَا الطَّيرُ السَّعيدُ لحُبِنَا
مُتَرنِّماً في رحْبْنا الخَّلابِ
كم حَدّق التَاريخُ في أَحْدَاقِنا
بالذِكريَاتِ و صَبَّها بِكِتَابِي
مَالي أراكَ اليَومَ قدْ خُنْتَ الوَفَا
أوَ هكَذا يَجرِي مع الأحْبابِ
إحِمَرّتْ الأحلامُ حينَ غَدَرْتَ بي
واسّاقطت كِسَفاً على أهْدَابِي
و تَركتنِي بينَ الليَالِي أحْتَسِي
مُرَّ الجوى مُتفنّناً بعذابِي
من بعد نهبِكَ للفؤاد و سَلْبِهِ
أَحْرِمْتَني أكلِي و طِيبَ شَرابِي
وقَطَعتَ وصَلَكَ لا تُبالي بالجَفى
و أجَزتَ قَتَلِي أيُّها الأرْهابِي
دعْنْي و شَأنِي قد قَتلتُ مْشَاعِري
لَملِمْ بَقايَا واقعِي و سَرابِي
و ارحَلْ إلى أَرضِ الخِيانَةِ إنها
لسِواكَ لا تَرجُو سِوى كَذَّابِ
يَكفيكَ لَوماً إننِي يا لائِمي
أغلقتُ في وجْه التعشُّم بَابِي
فغداً ستَحترقُ الحُروفُ وتَصطَلِي
من نَارهَا و تذوقُ حرَّ عِتَابِي