بين الكَنانةِ و العِراقِ لشامَةٌ
ترمي دموعاً في مياه الأردُنِ
يا شام إن كَذَبَ الزّمانُ فإنّني
صَدّقْتُ حزني و المرارَ ومَوهِني
فاضت أهازيجُ العروبةِ حسرةً
والكحلُ شقَّ مسارباً في الأجفُنِ
يا شام يا بُشرى النّبيِّ وشمسُه
تأبى العروق بنزفها أن تنحني
في بيت لحمٍ اليسوعُ و مريمُ
ما زال يُقرأُ حزنها في الأعْيُنِ
أمسى غريبا من ينوح بجرحه
والكفّ تاهت في عميق المَطْعَنِ
حلبٌ و حمصٌ والخليلُ و غزةٌ
ودمشقُ والقدسُ الشّريفةُ موطني
عمّانُ و الكركُ المهدّلُ نَسجُها
والسّارحاتُ مع الشمائلِ مَسكَني
صفدٌ و صورٌ والبقاعُ بعلبَكُ
واللحنُ بيروتٌ يعانِقُ أغْصُني
يا بحر عكّا كم حَلُمْتُ بموجةٍ
تُلقي جموحا في صهيلِ الأحصُنِ
إنّي قرأتُ الأرضَ من غزواتِها
وعلمتُ كم رحلَ الدّخيلُ بأزمُنِ
ليت الأخوّة تنتمي لترابها
وتحيد عن هوسٍ غريبٍ مُذعِنِ
اسلام