عَاصِفَةٌ في مَهَبِّ العَاصِفَهْ/بقلم: محمد خالد النبالي

يَا أنَا
مَالَكَ لا تَسْمَعُنِي
يَا أنَا
لَمْ يَبْقَ إلا أنْتَ فَوْقَ الأرْضِ
حَتَّى خِلُّكَ العَاشِقُ قَدْ وَدَّعَنِي
مَنْ سَتُعْطِيْهِ الأمَانْ
مَنْ سَتَأوِي عِنْدَهُ هذا الحَنَانْ
كُنْ كَرِيْحٍ طَيِّبَهْ
اوْ كَرِيْحٍ مُرْهِبَهْ
أنْتَ وَالرِّيْحُ سَوَاءٌ
فِيْكَ نَقْصٌ وَهِبَهْ

يَا أنَا
كُلُّ شَيءٍ فِيْهِ رَوْحُ
الأرْضِ كَمْ فِيْكَ دَنَا
فَارْتَقِي إنَّ السَّمَا
تَشْتَاقُ مِنَّا المُحْسِنَا
لَنْ أذُمَّ الأرْضَ لَكِنْ
تُدْفَنُ الأشْيَاءُ دَوْمَاً في الثَّرَى
غَيْرَ أنَّ الرُّوْحَ نُوْرٌ
هَلْ لِنُوْرِ الرُّوْحِ قَبْرٌ
هَلْ سَتَبْلى فيهِ حَتَّى تُدْفَنَا ؟؟

يَا أنَا
اسْمَعْ كَلامِي مَرَّةً
عَانِقِ الرِّيْحَ وَإنْ
كَانَتْ عَجُوْلاً غَاضِبَهْ
حِكْمَةُ الرِّيْحِ بَلِيغَهْ
تُوْقِظُ النَّفْسَ اللدِيْغَهْ
حِيْنَمَا يُقْعِدُهَا فينَا الجُمُوْدْ
أيُّهَا السَّائِلُ عَنِّي
حِينَ تَأتِي الرِّيْحُ غَضْبَي
لا تَلُمْنِي

يا أنَا
عَطِّرِ الأجْوَاءَ في غَيْمَاتِ نَفْسِكْ
يَا أنَا
إنَّ في العُمْرِ ثَوَانٍ عِنْدَ لَيْلَى
قَدْ بَدَتْ مِنْ دُوْنِ قَيْسِكْ

يَا أنَا
تَسْتَطِيْعُ الآنَ – لَو صَدَّقتَني – أن تَتَحَرَّكْ
كُلُّ مَنْ يَمْشِي الخُطى
نَحْوَ الرُّؤَى للحُبِّ أدْرَكْ
غُرُبةُ الشَّاعِرِ دُنْيَا
إنْ كَفَرْتَ الآنَ بِالإعْجَازِ لا
تُعْلِنْ على الرَّحْمَنِ كُفْرَكْ
رُبَّمَا يَأتِي غَدٌ
وَتَرَى في الحُبِّ أمْرَكْ

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!