قدّيسة/ شعر الشاعر العراقي عبدالسلام المحمدي

قدّيســـة بالقـلـب تعـتكِـــفُ

عبدالسلام المحمدي

وكــلُّ نبـضٍ فـيَّ يـرتــجِــفُ
.
وطيفهــــا يحتــلُّ أوردتــي
وإن دَنَـا من مهجتــي أقــفُ
.
لمـا بـدا لـلنــور مبسُــــمهـــا
ذاب الفتى والعاشقُ الدنفُ
.
هذا أنـا مُــذْ كنـتُ فـي وَلَـــهٍ
وكنـتُ مُــذْ كانــتْ وأعتـــرفُ
.
أو ربَّمــا كنّــــا علــى قَــــدَرٍ
من غيمــةِ الاقــدار نرتشــفُ
.
حدائقـي طافـتْ حدائـقَـهــا
والدربُ يمشــي ثمّ ينعطـفُ
.
فوّاحـةٌ بالمســكِ إن طلعـــتْ
والمســكُ فــوّاحٌ بـــهِ التــرِفُ
.
والجلَّنــارُ الغَـضُّ يشبههــا
فيسـتحي منها وينكســـفُ
.
ياقــوتــةٌ طـافـتْ بهـــــا دُررٌ
كالبدر في الأنــواء ينتصفُ
.
بل انهـــا أبهى بصـورتِــهــا
مما أقـول اليـــوم أو أصــفُ
.
لمّــا رأونــي شـــارداً ســألــوا
وهمهموا في الامر واختلفوا
.
أجبـت مخنوقــاً على عجــلٍ
الى الثريّـا ساقني الشـغفُ
.
وإننـي المحمــومُ فـي ظـمـأٍ
من بحرِهـا المسـجورِ اغترفُ
.
شــطّتْ ديــارُ العالميـن بنـــا
لـم يـبـقَ لا طــرْفٌ ولا طَــرَفُ
.
لــم يبـقَ إِلَّا النتُّ شــاهدنــا
أجني صباباتي وأقتطــفُ
.
والنتُّ مشــغولٌ بهمسـتِهـا
فكيـف ذاك الصبُّ ينصـرفُ
.
ضاقتْ بــه آفــاق غربـتـِـــه
لأنّــه فـي حـبـِّهــــــا كَـلِــفُ
.
للعاشقِ الولهانِ صومعـةٌ
والناس تنأى ثـــمّ تزدلــفُ
.
كالنخلِ مصلوبٌ ومنتصبٌ
لما هوى من جذعه السـَعَفُ
.
ومن جنـود الريـح فِرقـتـُــه
يهيـم إن غنّـوا وإن عزفـوا
.
لاتشــبــه الحالاتِ حالتُــهُ
وعن جميع الناس يختلفُ
…………..

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

تعليق واحد

  1. عبدالسلام المحمدي

    شكراً لجهودكم المتميزة في إثراء المشهد الادبي بنتاج الشعراء والنهوض بالثقافة واهلها
    تقبلوا تحياتي
    🌿🌷

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!