إني رأيتك/بقلم:محمد مسعد( اليمن)

إني رأيتك في طريقي فجأةً
تتناثرين مع الكلام..
وكأنك ريش النعامةْ..
وتذوبين الصخر من سحر الغرام..
فيلين من بعد القتامةْ..
إني رأيتك في طريقي فجأةً
بيضاء تعلوها ابتسامة..
أزليِّة الحركاتِ
والكلماتْ..
أزليِّةُ النظراتِ
والنغماتْ..
أزليةٌ جاءت مع فيض الغمامْ..
أزليةٌ ورقاء
تعلوها ابتسامةْ..
تشدو كما يشدوا الحمامْ..
فيها ابتهاج الزهر إن ظهرت
وفي أعماقها حزن اليمامةْ..
أنا حينما صادفتها
تاهت دروبي واستباحتني الظنونْ..
كأنني صاحبتها من الف عام..
فهتفتُ يا ربي السلامةْ..
هل تدركين بأنك خلخلتِ أنظمتي
فما عدت أرى في القب لؤلؤةً سواكْ..
وما سواك على الشواطئ من محار..
وما سواك من النساء على الأرائك من غبار..
من اين لي جَلدٌ يصبِّرني على بعدِ المسار..
فلا أرى منك ابتسامة..
ولا أرى منك سوى عبثِ انتظار..
وسأنتظرْ..
وسأنتظرْ..
حتى إذا طال انتظاري للقاء إلى يوم القيامةْ..
عيناك قاتلاي في وضح النهار..
تبا لهذا البعد يفصلنا عن اللقيى
ويبقينا على جمر الغرامْ..
سأصَبِّرُ القلبَ المعذَّب بالهوى
و سأكتفي إن جاءني منك سلامْ..
ورأيت في شفتيك أنداء الغمامةْ..
وسمعت من شفتيك أحزان اليمامْ..
وسمعت تغريد الحمامةْ..

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!