فراندا بيتنا القديم/ بقلم :إيمان إمبابي ( مصر )

ثمة أمتداد بي بطول العمر
شكلته فراندا بيتنا القديم
وارفة الرؤى
كانت أمنا الرؤوم
التي أظلت عيوننا
حين تحسسنا برهبة
ضوء الشمس الجرئ

تلك الشجرة التي تتسلق
الجدران لتطل على أحلامنا الباردة
وتمنح بعض اخضرار

كان النيل أيضا يتلصص
من بعيد ويرسل نسماته
ليعبث بأفكارنا الغضة
ويبتسم لسذاجتنا
حين نلقي عليه قولا بريئا
ونستجديه أن يحرس ضحكاتنا
التي كانت تهرب
حين تنادي أمي
بصوتها المتصلب ..
(هيا كفا ابتسام )

كانت فرندا بيتنا تحكي لنا
نيابة عن أمي
بعض معالم الشارع
ذاك المبهم بالنسبة لنا

أنا وأخوتي زمرة خديج
جاء العالم في شرنقة
ثقبها الوحيد هو فراندا بيتنا

تستند ظهورنا الصغيرة
على أعمدتها الضخمة
التي أنابت عن جدتي
كان بروز قاعدتها
يدها التي توجهنا
كبوصلة في الطريق
حين تهب علينا رياح التغريب

كان الولد القابع دوما
تحت ظلال الشجرة
يرسل عبر أغصانها
ابتسامات تزهر في الربيع
أجمعها وألمس لونها
ككنوز خالدة
لكنها كانت تذبل في الشتاء
حين تغلق فرندا بيتنا أبوابها
في وجه الصقيع
الذي اجتاح عوالمنا
وأجبرها على الصمت

فتنبت على شفاهنا
تلك الأسئلة
وتدلى في فضاء
حيرتنا ..
فمن أين نرى العالم
ومن أين لنا بحكايات
تضعنا على خارطة الحياة

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!