منذ صلاة الفجر
لم تهبّ ريحٌ
على بلادي
وأنثى الغبار
تتلصص مساءات القفر،
غفا الحصّادون
على أكوام حجارة
والحّْمى لم تفارق
زهرة الشمس .
ديدان الأرض
تقرض جذورها
وأخرى تقضم لِحاءَها
عادت النيران الشرهة
تلتهم مداراتها
مُقّنعةٌ …
خمسون ونَيّف
من مناجل الأيام
تصطلي…
ترحل مع مومسات
يْحذرن من كوابيس
هيهات!!
لمن لاينحني
للآلهة.
الأمطار رمادية !!
كيف تميزها
عيوننا السوداء ؟
حين رقصنا
رقصة المطر
كانت أغانينا
سُمرة السنابل
وايقاعاتنا
لحنا للجَراد الهائج
العام بعد العام
قَرّابات الماء
بلونها الخاكي
تئد فخّاريها
وجوقة البلهاوات
من الأناث الجميلات
مبتلات بسكرات
نرجسية
والقطر لعاب للخيل
يبلل أسنانها
اللبنية
لهذا رحل جدّي
مبتسما
بعد أغتيال محراثه
ومازال أبي
يمسك بنصف محراث
حيث أحترق النصف الآخر…
ولا أعلم غدا
أستيقظ ، لا أستيقظ
قبل رحيل القُبّرات ،
بعد رحيلها ..
على أرض بلا قَطر ٍ
بلا محراث .
