آفاق حرة للثقافة صحيفة ثقافية اجتماعية الكترونية
مذ مزجتك في دمها الخديعة
وأنت غارق في انكسارك
وعلي مدك المتاهة تمرح
ومذ أغرقتك في بحرها المهالك
وأسكنت بواد ذي هلع
مرتديا كابوسك القديم
ومتأبطا صهيل فرسك الخائر
ومدججا بزمهرير ظليم
وكوكب عقيم
أيها الولد
الناضح من الزوال
ها أنت ترقص علي الحبال ..
الصوتية لعمال البناء
تقود جوقة أناشيدهم الفقيرة
وتمنحهم أردية..
شبيهة بمعطف “فان جوخ “قبل مماته
وها أنت علي قمة هرم
شيدته عيناك من الرياح الناشفة
تحاول بعث تا ريخك الميت
كل محاولة فناء
وها أنت متهم بالنبوة
متهم لأنك خبأت ما بين جلدك والدماء
“قري مغمورة بعويل
ونعشا يتقدمه النيل”
وحدك قد بصمتك الخديعة
وختمتك علي صك عزلتك المقيت
لما طبقت مشاعرك في الحقائب
وارتحلت إلي مفازة
بصفير رمالها تحتويك
غلت يد الثورات
وضمخت في بغيها الشوارع
فاستباحتك عواهر الأزقة
والأمكنة الملفوفة بسعار
دس يدك في السراب
علها تخرج بيضاء بيضاء
ثم دسها في الغياب
هل تري..ما أري؟
إنها قارات في عروقها
ينضج الخراب
كم من مرة
هجمت علي دمك الفريسة
وألقمت ضلوعك لصليل يسكن القبائل
ولعواء يعمر الأضرحة
وكم من مرة
هرولت فوق النيل ملتحيا جنونك
ثم أطلقت قصائدك علي الأجنة
صهدا وبروقا
لم تربك فوانيسك عتمة
ولم تشرق من جفونك نجمة
ولم تحتشد حول روحك البنات
فكيف إذا
تعرت لشهوتك القصيدة
وألقت عليك سمت بهائها
أيها الولد
دعني وحيدا
ألوك صرختي في الصباح
وأضاجع الفجيعة التي نمت علي جلدي
دعني وحيدا ..وحيدا
فلقد تأججت بعرائي ضبعة الرياح
وباضت بدمي الهزائم
وانهالت علي روحي الرماح
00000000000000
