يصنع جنته ويمجد الظلام ] شعر :كمال أبو النور

 

 

كان على البحر ألا يتزوج من الشاطئ،

ويحمل على كتفيه عبء طعام الأسماك

كان عليه ألا يصنع المصيدة لنفسه،

ويقضي العمر في سجن أبدي

هل يستطيع التمرد على الشاطئ وقتل أسماكه،

والجلوس على المقهى مع غيمة بيضاء،

ومعاشرة غيمة سوداء،

والذهاب إلى السينما مع سحابة عابرة،

والمشي وحده في الأسواق؛

يشتري الخضار والفاكهة وقمصان النوم

الحمراء والفوشيا والبرتقالية

القصيرة والطويلة ومابينهما؟!!

حان الوقت لتمزيق ثيابه القديمة،

وإشعال النيران في منزله المزيف،

والدخول إلى عتبة لم يطأها،

تنحاز إلى اللون الأسود وأحيانا للرمادي

ماذا فعل البحر حين كان رحيما؟

كل يوم تسقط قطعة من قلبه؛

تأكلها الأسماك وترحل

تاركة وراءها ابتسامة دمية شريرة

إنه يرتق قلبه بلا توقف

وكلما أثمرت الحياة في رئتيه؛

أسرعت أسماكه لقطفها

ماعاد البحر طيبا؛

لاثمار ولا أحد يقترب

من سياج حديقته اليابسة؛

يرغب أن يتصالح مع الشيطان،

يصنع جنته على الأرض،

يمجد الظلام ويصوب صاروخا

نحو القمر الخادع ويخلع عينيه؛

حتى لا يأتي الصباح مرة ثانية

( كمال أبو النور )

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!