كيفَ على الهَجرِ تُعوِّلينا
ونَسَيْتِ ما كانَ بيننا دَفينا
كأنَّ قَمَرَ الدُّروبِ قَد كَبا
واختَفى مِنَ الأحلاكِ حَزينا
مَن يَجرؤ على انتِقاءِ الرَّحيلِ
أسى البُعدِ يُضني لو تَجهَلينا
تَسحَقُ الألبابَ مَناحي الفِراقِ
ومِن أوقـاتِ السَّأَمِ مَنْ يَقينا
ليستْ الصُّدفَةُ قَدَراً عائِباً
إنَّما مِنْ لَدعِ القَدَرِ مَن يَحمينا
نَتُوهُ في عَبَثيَّـةِ القَرارِ
وكنَّا شَظَفَ العيشِ كارهينا
فلَستُ بآخذِ الشقاءِ دربا
وعلى العهدِ سوفَ أبقى أميناً