قالــت تعاتبنــي : أراك نســيتَني
ماعُدتَ تحفلُ بي كما عودتَني
ما عدتَ تسألُ كيف أقضي اليوم أو
أمضي الليالي سـاهراتٍ أجفني
بعد الوصــالِ تغيبُ عني فجأةً
فيغيب عني النومُ والعيشُ الهني
من غير عذرٍ ســابقٍ غادرتني
وبلا وداع رحــتَ ما أخبرتنــي
ما كان ضرَّكَ لو أتيتَ مودِّعا
قبل الرحيــل بســاعةٍ طمْأنتنــي
حتى إذا ألقيتَ رحلكَ ســالما
في دار غربتكَ اتصلتَ .. أرحتني
×××
فأجبتــُها : أَوَ تحســبينَ بأننــي
أهوى ابتعادا عنكِ أو عن موطني؟
لو أستطيعُ لما تركتُكِ ساعةً
من يتركُ الجناتِ والشـهدَ الجني ؟
لكنها الأقدارُ تصــدرُ حكمَها
وأمامــها لا بــُدَّ مِــنْ أنْ ننحنــي
هي لعبةُ الأيام تصــفو برهةً
وتعودُ أخــرى بالشـــقاءِ تمدُّنــي
فكأنها موجُ البحار ، فســاعةً
يعلــو فيغــرقُ ، ثم إذ به ينثنــي
×××
أحبيبتي أوَتجهليــنَ بأننــي
رجلٌ كريــمُ الطبــعِ صــافي المعدنِ
لا أرتضي نكثَ العهودِ وخلفَها
والغدرُ ليس طبيعتي أو ديدني
طبْعي الوفاءُ مع العدوِّ فكيف لا
أوفي مع الخلِّ العزيزِ المحسـنِ
لا تقلقي إنَّ الزمانَ وإن قَســا
وبدا لنا في عزمـــِهِ كالأرعــنِِ
لا بدَّ يوما أن يخفــفَ وطــأهُ
ويعــودَ ملتحفــًا رداءَ المُذعـِـنِ
فنحقق الحُلُمَ الذي ما زال في
أذهــانِنــا متوقـِّـدًا مُــذْ أزمُــنِِ